رائحة الحبر القديم
📘🖋 الفصل الثاني 📘
كتابات وروايات مع 𝓡𝓸𝓱 𝓐𝓵𝓱𝓪𝔂𝓪𝓽
كانت "ليان" لا تزال تمسك بالقصاصات بين أناملها، كأنها تخشى أن تُبعثر شيئًا ما إن أفلتتها.
تأملت الخطوط المختلفة: واحدة منها مكتوبة بحبرٍ أسودٍ باهت، والأخرى بالأزرق الفاتح، لكنها كلها تحمل الاسم ذاته: "رائد".
كأن هذا الاسم ظلّ يلاحقها حتى قبل أن تعرفه.
في إحدى القصاصات، كُتب بخطٍ مرتبك:
«أعرف أن الوقت خاننا... وأنكِ لم تعودي تُصدقين الرسائل، لكني ما زلت أكتبكِ في كل مرة أهرب منّي.»
انقبض صدرها، لا لأنها تعرف من صاحب الكلمات... بل لأنها شعرت بها وكأنها كُتبت عنها.
وضعت القصاصة جانبًا، وأمسكت بالأخرى.
هذه كانت غريبة... بلا كلمات، فقط رسمة خفيفة بقلم رصاص ليدٍ تفتح نافذة، وخلف النافذة طائر مكسور الجناح.
شعرت بشيء يرتجف داخلها.
ذلك الطائر يشبهها… أكثر مما يليق بها أن تعترف.
نفضت عن نفسها قشعريرة تسللت من جلدها إلى عظامها، ونهضت متوجهة إلى خزانة خشبية صغيرة احتفظت فيها بأوراقها القديمة.
أخرجت مفكرة كانت قد خبأتها منذ خمس سنوات، في آخر يوم كتبت فيه شيئًا يشبه الحلم.
فتحتها.
في الصفحة الأولى، وجدت الاسم ذاته: "رائد".
كُتب بقلمها، بخطّها… ولكنها لا تتذكّر متى، ولا كيف، ولا لماذا.
شعرت كأن شيئًا استيقظ فجأة من غفوة طويلة داخل ذاكرتها.
رائد...
من أنت؟ ولماذا يُعيدك إليّ الزمن في صندوق دون عنوان؟
رنّ هاتفها فجأة.
رقمٌ غريب.
ارتبكت، ترددت، ثم أجابت.
– ألو؟
– ليان؟
– نعم، من؟
– هل وصل الصندوق؟
جف حلقها، سرت قشعريرة أخرى في عنقها، وبصوت خافتٍ كأنها تخشى أن تتكسر الكلمات، همست:
– من أنت؟
– الحقيقة ليست في الرسائل، يا ليان… بل فيمن أخفاها عنكِ.
ثم انقطع الخط.
وقفت للحظات، لا تدري إن كانت هذه بداية شيء مخيف… أم نهاية وهمٍ ظنته قد انتهى.
لكنها أدركت شيئًا واحدًا:
أنّ ما كُتب في قلبها لم يمت بعد، وأن الحبر القديم… لم يجفّ
📣 اكمل المتابعة الى الفصل الثالث
https://lamsatroh80.blogspot.com/2025/07/blog-post_3.html
بقلم: لمسة روح
– © جميع الحقوق محفوظة2025
تعليقات