الوجه الذي يلوح

 📘🖋 الفصل الثالث 📘


في صباح اليوم التالي، كان الهواء رطبًا وباردًا، كما لو أن كل شيء حول ليان كان يحاول أن يبتعد عن تلك الكلمات الغامضة التي حاصرتها. جلست على شرفتها الصغيرة، تحتسي فنجان قهوتها وتحدق في السماء، التي بدت أكثر ضبابًا من المعتاد.


رنين هاتفها أعادها إلى الواقع، وعندما نظرت إلى الرقم، كانت المفاجأة… "سمية".


صديقتها القديمة، التي اختفت عن حياتها منذ سنوات. لم تكن ليان قد سمعت عن سمية سوى أخبار متقطعة، حتى أنها كانت قد توقفت عن التفكير بها منذ فترة. ومع ذلك، ضغطت على زر الرد.


– سمية؟!


– ليان… هل أنت بخير؟


– سمية، أين كنتِ كل هذه السنوات؟ لماذا لا تتصلين؟


– لم أكن أستطيع، ليان، كنت أخشى أن أثير ذكرياتك القديمة.


– ولكن… ماذا عن "رائد"؟


ثم شعرت بذبذبة غريبة في صمت سمية على الطرف الآخر.


– ماذا عن "رائد"؟ سألتها ليان، وهي تكاد تملك قدرة على قراءة أفكارها.


– لا تدعي أحدًا يخدعكِ، ليان. الأمور ليست كما تظنين، وأنا هنا لأقول لكِ الحقيقة.


– الحقيقة؟ عن ماذا؟ ماذا تعرفين عن رائد؟


ثم جاء الصوت نفسه الذي كانت تكرهه، الصوت الذي يعيد إليها الماضي الذي لا تريد تذكره.


– سمية، هل تعلمين شيئًا عن الصندوق الذي وصلني؟ هل له علاقة بكل هذا؟


– نعم. إنّه…


ثم قطع الخط فجأة.


ليان بقيت جالسة في مكانها، تحاول استيعاب ما حدث. كل كلمة كانت تحمل لغزًا جديدًا. من هو هذا "رائد"؟ ولماذا كانت سمية تتحدث وكأنها تعرف شيئًا لا يُقال؟


وضعت هاتفها بحذر جانبًا وركضت إلى خزانتها حيث كان الصندوق الخشبي الذي وصلها. فتحته مجددًا، وهي تتنهد. ربما هناك شيء مفقود، أو قد لا تكون الرسائل هي التي تحمل الحقيقة… ربما هو الوجه الذي يلوح في الظل.


في تلك اللحظة، شعرت بشيء غريب يدخل قلبها، شعورٌ بالاحتياج لمعرفة المزيد، لتفكيك اللغز الذي أصبح أكبر مما توقعت. لكن هل هي جاهزة للغوص في تلك الأسرار العميقة التي اختبأت تحت طبقات الزمن؟


ثم نظرت إلى الصورة الوحيدة التي كانت داخل الصندوق، صورة باهتة لشابٍ مبتسم. ذلك الوجه لم يكن غريبًا عليها، كان هو… "رائد".


وقتها، رنّ هاتفها مجددًا، هذه المرة لم يكن رقمًا مجهولًا… كان رقمًا كانت قد نسته، لكن الذاكرة لم تفارقها أبدًا: "رائد".


لم تعرف إن كانت سترد عليه أم لا، لكن قلبها قرر نيابة عنها.

https://lamsatroh80.blogspot.com/2025/07/blog-post_85.html

– مرحبًا، قال الصوت الغريب في الطرف الآخر، أعرف أنني أخطأت في شيء ما… لكن هل ستعطيني فرصة لأشرح لك ؟؟


        انتظرونا في الجزء الرابع 

بقلم: لمسة روح 

© جميع الحقوق محفوظة2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل