التحول النهائي
📘🖋 الفصل : العاشر 📘
بقلم لمسة روح.........✍
كانت ليان تجلس على حافة الرصيف، عينيها تحدقان في الأرض تحت قدميها. كانت تفكر في الكلمات التي قالها رائد، في الحقيقة التي اقتربت منها أكثر مما كانت تتوقع. كان شعور الاختناق يغمرها، كما لو أن العالم بأسره يضغط عليها من كل جانب.
هل يمكن أن تكون قد أصبحت مجرد جزء من خطة؟ هل كانت مشاعرها وأحلامها حقًا مجرد محاكاة؟ أم أنها تملك السيطرة على مصيرها، حتى بعد كل ما اكتشفته؟ كانت تلك الأسئلة تدور في رأسها، ولا تستطيع أن تجد لها إجابة حاسمة.
لكن الحقيقة التي كانت تدور حولها بدأت تتخذ شكلًا مختلفًا. ليان، التي كانت تتبع دائمًا القواعد وتخضع لما كان يُملى عليها، بدأت تشعر بشيء جديد ينمو داخلها. شيء قوي لم يكن موجودًا من قبل. كان هذا الشعور هو القوة الداخلية التي تقودها نحو شيء مختلف. ربما لم تكن تملك الإجابة على كل الأسئلة، لكنها كانت مستعدة للعيش كما هي، وليس كما خطط لها الآخرون.
فجأة، جاء رائد خلفها، وكأن وجوده كان يلح عليها للرد على ما قاله سابقًا. لكن هذه المرة، لم تكن ليان كما كانت من قبل. وقفت بكل شجاعة، وعينها تحدق في الأفق البعيد.
– ليان، هل تفهمين الآن؟ قال رائد بصوت مليء بالقلق. عليكِ أن تقبلي ما نحن عليه، ما كان قد قُدّر لنا. هل يمكنكِ ذلك؟
نظرَت ليان إليه بعينين ثابتتين، وكأنها تُدرك حقيقة جديدة لم تكن تعرفها قبل لحظات.
– لا، رائد. قالت بصوت هادئ، ولكن مؤكد، لا أعتقد أنني سأقبل بحياة لا أختارها. حتى لو كنتُ جزءًا من خطة قديمة، فهذا لا يعني أنني أعيش في ظلها إلى الأبد. الحياة هي ما نصنعه. وإذا كانت التجربة جزءًا من حياتي، فأنا لا أسمح لها أن تكون النهاية.
أجاب رائد بشيء من الارتباك، وكأن الكلمات خرجت منه بصعوبة:
– ليان، هذا ليس قرارًا سهلًا. العودة إلى الماضي لن تُعيد الزمن إلى الوراء. المستقبل بين يديك، ولكن في عالم لا يمكن توقعه.
أخذت ليان نفسًا عميقًا، ثم ابتسمت، وكأنها أخيرًا وجدت السلام الذي كانت تبحث عنه.
– المستقبل هو اختياري. قالت، وأنا مستعدة لأن أكون من أكتب فصوله. لم يعد الماضي يملك قوة عليّ. حتى إذا كان كل شيء مخططًا، فإنني سأخلق طريقي بنفسي.
ابتعدت عن رائد قليلاً، وبخطوات ثابتة، تسللت نحو الأفق البعيد. كانت كل خطوة تمثل قرارًا جديدًا، خطوة نحو الوجود الحقيقي الذي تريده. لم تعد رهينة لأسرار الماضي أو ألعاب الآخرين.
في تلك اللحظة، شعر رائد بشيء مختلف أيضًا. شيء في قلبه تغير. ربما كان يدرك الآن أن ليان ليست مجرد قطعة في لعبته، بل شخص حقيقي له إرادة وحياة خاصة به. لكن ليس لديه الحق في إجبارها على البقاء في عالمه.
ظل يراقبها من بعيد، لكن قلبه كان مثقلًا بالحزن. ربما كان جزءًا من نفسه يريد أن يراها سعيدة، حتى وإن كانت السعادة تعني الابتعاد عنه. ولكنه كان يعلم أن ليان ستجد طريقها مهما كان.
– إلى اللقاء في الفصل الاخير
بقلم: لمسة روح
– © جميع الحقوق محفوظة2025

تعليقات