السر المدفون


 📘🖋 الفصل : السادس 📘

بقلم: لمسة روح .........𝓡𝓸𝓱 𝓐𝓵𝓱𝓪𝔂𝓪𝓽 


حين أمسكت ليان بالملف السميك، كان شعور غريب يراودها. فتحت الملف بيدين مرتجفتين، وكان قلبها ينبض بقوة أكبر من أي وقت مضى. صفحات مليئة بالصور القديمة، وبعضها كانت صورًا لم تعرفها من قبل، لكنها كانت تحمل تفاصيل كانت قد نسيتها.


ثم توقفت ليان عند صورةٍ واحدة، كانت صورة لفتاة شابة تحمل ملامح مشابهة تمامًا لملامحها، لكن الفتاة في الصورة كانت في مكان غير مألوف لها. كان المكان مظلمًا، وكأن الصورة قد التقطت في زاويةٍ نائية، بعيدة عن عالمها الذي تعرفه.


كان هناك نص مكتوب في أسفل الصورة:


"ليان، لم يكن هناك وقت. عندما يأتيكِ الصوت، تذكري دائمًا أن الماضي لا يموت أبدًا."


ارتعش قلبها، وكأن الكلمات كانت تصرخ في وجهها. من هي تلك الفتاة في الصورة؟ هل هي نفسها؟ وكيف لهذا النص أن يتناغم مع ما كانت تشعر به؟ أيمكن أن يكون جزءًا من السر الذي طالما حاولت أن تتجاهله؟


– هل فهمتِ الآن؟ جاء صوت رائد من خلفها، يملأ الغرفة بهدوئه المريب. كان يقف هناك، يراقبها، وكأن كل خطوة تقوم بها كانت تكتب جزءًا من الحقيقة.


التفتت إليه ليان، عيونها متسائلة، ولكن هناك شيء آخر كان يلوح في أعماقها. هل هو كان جزءًا من هذا كله؟ هل كان يعرف هذا السر، بينما كانت هي غارقة في عالمها الخاص؟


– لماذا هذه الصور؟ ماذا تعني هذه الرسالة؟ هل هذه حياتي؟ أم أنك تخدعني مرة أخرى؟


رائد اقترب منها ببطء، وقال:


– لا، هذه ليست حياتك فقط، إنها حياة كانت مخفية عنك، مخفية عن الجميع. أنتِ جزء من شيء أكبر مما تعتقدين، يا ليان. هذه الصور، هذه الرسالة، كلها أدلة على أن ما نعيشه اليوم ليس سوى إعادة تمثيل للواقع الذي تم تجهيزه منذ سنوات طويلة.


حاولت ليان أن تستجمع قواها، ولكن الحقيقة كانت تثقل كاهلها. كانت الكلمات تتردد في ذهنها، لكنها لم تجد لها تفسيرًا منطقيًا. كيف يمكن أن تكون حياتها قد صُممت بهذه الطريقة؟ وكيف يكون رائد، هذا الرجل الذي أحبت، جزءًا من هذا؟


– كيف يمكنني تصديقك؟ قالت، عيناها تلمعان بالدموع، وهي تضع يديها على وجهها في محاولةٍ لتهدئة نفسها. لماذا لم تخبرني بكل هذا منذ البداية؟ لماذا كانت كل هذه السنوات مجرد كذب؟


– لأنك لم تكوني جاهزة، قال رائد بصوت هادئ. كنتِ بحاجة إلى أن تكتشفي بنفسك، تحتاجين إلى أن تعيشي كل لحظة في حياتك لتتمكني من فهم هذا السر. لأن كل شيء كان مُعدًا لكي تكوني جزءًا منه، وليست أنتِ الوحيدة.


ثم استدار، وكأنه يريد أن يتركها في حالها. لكن ليان كانت تشعر أن هناك شيئًا أكبر من الكلمات، شيئًا كان يجب أن تراه، لكنها لم تدرِ كيف تراه.


– ماذا يعني أنني لست الوحيدة؟ سألته ليان، وهي تتابعه بنظراتها.


– يعني أن هناك آخرين، قال رائد، ونحن جميعنا جزء من خطة قديمة جدًا. هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا. والآن، جاء دوركِ لكي تعيدي الأمور إلى نصابها.


أغلقت ليان الملف بقوة، وكأنها تحاول أن تمنع نفسها من الوقوع في دوامة لا تنتهي. لكن السؤال الذي كان يحاصرها الآن: ماذا يعني أن "تُعيد الأمور إلى نصابها"؟

https://www.blogger.com/blog/post/edit/preview/2830691589711862033/3152510914767729178

 تابعونا الى الفصل القادم.......

بقلم: لمسة روح 

© جميع الحقوق محفوظة2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل