حين همس الليل باسمه


 

   الفصل الثاني

                🌹 نبض لا يعرف السكون 🌹


لم أكن أنوي أن أبحث عنه لكن المدينة بدأت تضعه أمامي في أماكن لم أكن أظن أنني سأراه فيها وجهه كان يطل علي من بين الوجوه العابرة في المقهى في السوق في ظل شخص يسير أمامي كنت أظنه محض خيال يتسلل من الذاكرة لكن وقع الخطوات كان حقيقيًا أكثر من اللازم وفي كل مرة يقترب فيها كنت أشعر أن الزمن يبطئ كي يمنحني مساحة أكبر لقراءة ملامحه


ذلك الصباح كان مختلفًا إذ رأيته جالسًا في زاوية مقهى صغير على أطراف الشارع عينيه تتأمل فنجان قهوته كما لو كان يقرأ أسرارًا فيه أوقفني المشهد عند الباب ولم أعرف هل أتقدم أو أعود للخلف كان بيننا مسافة قصيرة لكنها مليئة بأسئلة لم تنطق بعد رفع رأسه فجأة وكأنني ناديت عليه دون صوت ابتسم ابتسامة عابرة لكنها كسرت شيئًا في داخلي وجعلتني أجلس في أقرب طاولة منه وكأنني أختبر القدر


لم نتحدث في البداية اكتفيت بأن أراقبه وهو يكتب شيئًا في دفتر صغير وكأنه يسجل اعترافات لا يريد لأحد أن يعرفها ثم رفع عينيه نحوي وسألني بصوت هادئ لكنه يحمل قوة خفية هل تؤمنين أن بعض اللقاءات مكتوبة قبل أن نولد لم أجد جوابًا فابتسم مجددًا وقال ربما أنت من ستعرفين الجواب


خرجنا من المقهى معًا كانت السماء قد بدأت تمطر بخفة والمطر كان يلمع على كتفيه كأنه تاج لم أكن أعلم إلى أين سنذهب لكنني كنت أعلم أن هذه الخطوات التي نمشيها الآن ستقودنا إلى ما لن أستطيع العودة منه.   




 بقلم .......لمسة روح ...𝓡𝓸𝓱 𝓐𝓵𝓱𝓪𝔂𝓪𝓽

 © جميع الحقوق محفوظة2025


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل