حين همس الليل بإسمه


 

  الفصل الثامن –

             🌹 باب خلف العاصفة🌹


في صباح اليوم التالي، لم تستطع ليان مقاومة فضولها. قررت أن تعرف سر المفتاح. تذكرت أن الحرفين "س . م" قد يشيران إلى ساحة الميناء، حيث يوجد مخزن قديم مهجور منذ عقود.


ذهبت إلى هناك، لكن وجدت الباب مغطى بالغبار وسلاسل صدئة. عندما أدخلت المفتاح، انفتح القفل وكأن أحدهم كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن بعيد.


داخل المخزن، لم يكن الظلام وحده ما يحيط بها، بل رائحة أوراق قديمة ورطوبة عالقة. رفعت مصباح يدوي، فاكتشفت عشرات الصناديق الخشبية، بعضها مكسور. وعندما فتحت أحدها، وجدت ملفات وصوراً لسفن غرقت في البحر، وقوائم بأسماء مفقودين… بينهم اسم والدها، الذي كانت تظنه قد مات في حادث عادي.


وبين الأوراق، وجدت خريطة بحرية تحمل توقيع شخص يدعى سالم مراد. لم تكن تعرفه، لكن عم يوسف الذي لحق بها إلى المخزن تجمد حين رأى الاسم.

"سالم… كان قائد سفينة بحث سرية، ويُقال إنه اكتشف شيئاً جعل البحر نفسه يغضب."


قبل أن يكملا الحديث، دخل شاب في الثلاثين من عمره، بملامح قاسية وعينين حادتين. كان يرتدي معطفاً قصيراً ويحمل حقيبة جلدية.

"أنتم لا يجب أن تكونوا هنا"، قال بصوت حاد.

اقترب من ليان وأضاف: "إن كنتِ حقاً تريدين معرفة ما حدث لوالدك… فعليكِ أن تركبي معي الليلة إلى عرض البحر."


ليان نظرت إلى عم يوسف، الذي هز رأسه محذراً: "إن تبعته، لن تعودي كما أنتِ."


لكن الشاب، الذي عرّف نفسه باسم ماهر، مد يده لها قائلاً: "البحر يحمل الحقيقة، لكن الحقيقة لا تنتظر."


في الخارج، بدأت الغيوم تتجمع، وكأن عاصفة جديد

ة على وشك الولادة…


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل