حين همس الليل بإسمه
الفصل السابع
🌸رسائل البحر🌸
مع بزوغ الفجر، هدأت الأمواج قليلاً بعد ليلةٍ من الرياح القاسية. كانت رائحة الملح أقوى من المعتاد، وكأن البحر نفسه يريد أن يلفت الانتباه.
ليان استيقظت على صوت طرقٍ خفيف على نافذتها. لم يكن أحد في الخارج، لكن على حافة النافذة وجدت شيئاً غريباً: زجاجة صغيرة، داخلها ورقة مطوية بإتقان. فتحتها بيدين مرتجفتين، وقرأت:
احذري… البحر لا ينسى، والظل لا يرحم.
تجمد الدم في عروقها، لكن فضولها تغلب على خوفها. قررت أن تذهب إلى الميناء للبحث عن أي تفسير. هناك وجدت عم يوسف جالساً على حافة القارب الخشبي، يرمم شباكه. عندما عرضت عليه الرسالة، تغيرت ملامحه فجأة.
هذه الكتابة… أعرفها. لقد كانت تُرسل قبل سنوات، حين اختفى ثلاثة من رجال البلدة في ظروف غامضة.
بينما كانا يتحدثان، ظهر آدم قادماً من السوق، وبيده صحيفة قديمة وجدها في أرشيف المكتبة. فتحها أمامهما، وظهرت صورة باهتة للرجل صاحب المعطف الأسود، تعود لأكثر من عشرين عاماً. كان أصغر سناً، لكنه بنفس النظرة التي تثير الريبة. العنوان يقول:
رجل غريب يحذر من خطر قادم من البحر… ثم يختفي.
في المساء، تجمع بعض أهل البلدة عند المقهى القريب من الرصيف، يتهامسون حول "الظل" و"الزجاجة" و"العودة". لكن وسط هذه الهمهمات، دخل المعطف الأسود بهدوء، وجلس في الطاولة المجاورة لليان، وكأنه يعرف أنها ستكون هناك.
اقترب منها قليلاً وهمس:
لقد حان الوقت لتعرفي ما لم يُقل لكِ أبداً… لكن عليكِ أن تختاري: تصدقيني أم تهربي.
لم تنتظر لتسأله عن المعنى، فقد وضع شيئاً صغيراً في يدها، وغادر قبل أن تنطق بكلمة. عندما فتحت يدها، وجدت مفتاحاً قديماً صدئاً، وعلى طرفه محفور حرفان: "س . م".
ليلة ذلك اليوم، بقيت ليان مستيقظة، والمفتاح في يدها، تتساءل أي باب يمكن أن يفتحه… وأي
أسرار يمكن أن يحررها.
بقلم .......لمسة روح
© جميع الحقوق محفوظة2025

تعليقات