حين يفقد العالم ملامحه
كلما نظرت حولي شعرت أن العالم لم يعد يشبه شيئًا من تلك الصور التي رسمناها في طفولتنا لا دفء فيه لا ملامح واضحة لا صدق ولا أمان أصبحت الحياة تمضي وكأنها آلة ضخمة تسحق الأرواح برتابة بلا قلب بلا معنى وكل واحد فينا يركض ولا يدري ما الذي يلاحقه ولا ما الذي يهرب منه لا أحد ينتبه لآلام أحد ولا أحد ينصت لصرخات الصامتين باتت الوجوه متشابهة والضحكات مجففة والعلاقات مصطنعة كل شيء يلبس قناعًا حتى الحب حتى الكلمات حتى الهواء الذي نتنفسه صار محملًا بالخذلان
في كل مجتمع هناك من يحترق من الداخل ويبتسم في الخارج هناك من يمد يده دون أن يراها أحد هناك من يتمنى عناقًا بدلًا من مئة إعجاب على صورة هناك من يسهر ليرتب أحلامه ثم ينام ليحلم بفقدها
لا أحد يخبرنا أن العالم ليس مثاليًا ولا أن الحياة ليست فيلمًا ينتهي بالسعادة لا أحد يخبرنا أن الطيبين لا يُكافأون دائمًا وأن الصادقين يُخذلون أكثر من غيرهم
العالم صار مرهقًا أكثر مما نتصور والناس تائهون في تفاصيل لا تغني ولا تسمن قلوبهم خاوية وأرواحهم مشوشة والكل يركض دون هدف واضح
لكن وسط هذا الخراب هناك دومًا شعاع صغير يضيء ولو بعد حين هناك دعوة صادقة ترفع عنك البلاء هناك يد خفية تمسك بك حين تتعب هناك قدر لطيف يأتيك حين تظن أن كل شيء قد انتهى
العالم وإن بدا قاسيًا لا يزال يحمل في أطرافه شيئًا من النور لكنه لا يُرى إلا حين نطفئ ضجيجنا وننصت بأعين قلوبنا
© 2025 – جميع الحقوق محفوظة لصاحبة المدونة.....لمسة روح 𝓡𝓸𝓱 𝓐𝓵𝓱𝓪𝔂𝓪𝓽
تعليقات