صوت الروح في زمن الضوضاء

 خذفي هذا العالم المزدحم بكل شيء،

حيث الأصوات تسبق النوايا،

والكلمات تُقال لا لتُفهم، بل لتُقال فقط...

يتسلّل سؤال خافت:

"هل ما زال أحدٌ يصغي لصوت روحه؟"


نركض.

نركض بأجسادنا، بعقولنا، وحتى بمشاعرنا.

نريد أن نصل، لكننا ننسى أن نسأل أنفسنا:

نصل إلى ماذا؟ وإلى مَن؟


كل صباحٍ جديد،

نرتدي وجوهًا صلبة،

نكتب "صباح الخير" ونحن لا نعرف طعم الصباح،

نبتسم في الصور، ونغلق هواتفنا على تنهيدات لا يسمعها أحد.


لسنا وحيدين لأن لا أحد حولنا،

نحن وحيدون لأننا بعيدون عن أنفسنا.


صوت الروح ليس عاليًا،

لا يُشبه ضجيج الأخبار، ولا ضحكات "القصص اليومية"،

إنه صوتٌ يشبه النسيم، لا يُسمع إلا إذا سكن العالم من حولك،

وسكنتَ أنت داخلك.


في زمن الضوضاء،

لا يُعدّ الصمت رفاهية، بل ضرورة.

أن تختار العزلة حين تُفرض المشاركة،

أن تنجو من الإدمان على التفاعل، لتتفاعل مع ذاتك أولًا.

أن تصغي لتلك المساحة الصغيرة فيك، التي لم تتلوث بعد،

مساحة لا تكذب، ولا تتجمّل،

تقول لك الحقيقة، كما هي:

"أنت متعب… خذ وقتك."

"أنت تحتاج إلى حنان، لا إلى إعجاب."

"أنت لا تريد كل هذا، بل شيء بسيط.. يشبهك."


أحيانًا، تحتاج فقط إلى أن تُطفئ كل الأصوات،

وتجلس على حافة يومك،

تستمع لداخلك كما لو أنك تستمع إلى صديقٍ غائب منذ سنوات.


في عالمٍ يعجّ بالصخب،

من يملك السكون… يملك القوة.

ومن 

يُنصت لصوت روحه… لا يضيع، وإن بدا تائهًا.


   بقلم ....لمسة روح .....roh.alhayat

جميع الحقوق محفوظة 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل