حين يُصبح الألم بداية لحياة مختلفة

 

  في حياة كل إنسان، هناك نقطة فاصلة لا تُشبه غيرها… لحظة خفية، قد لا ينتبه لها أحد، لكنها تغيّر داخلك كل شيء.


أحيانًا، لا تأتي هذه اللحظة على هيئة فرحٍ غامر، بل في صورة ألمٍ خافت… فقدان، خيبة، خذلان، أو حتى صمت طويل لم تجد فيه نفسك، ولا أحدًا يسمعك.


لكنّ الشيء الذي لا يخبروننا به هو أن هذه اللحظات بالذات، قد تكون ولادة جديدة لك. لا تشبه ما قبلها، ولا تعود بعدها كما كنت.


قد تنهض من ألمك وأنت تحمل بصيرة جديدة، قلبًا أنقى، وصوتًا بداخلك يخبرك أنك تستحق الأفضل… لا لأنك أثبتَّ شيئًا، بل لأنك نجوت.


قد تتعلم أن لا أحد سيمنحك الحياة التي تحلم بها، إلا إذا بدأت أنت في خلقها، بنفسك، لنفسك.


وقد تكتشف أن بعض الأبواب التي أُغلقت في وجهك، كانت تحميك من حياة لا تُشبهك، وأن بعض الذين غادروا، تركوا لك مساحةً لتلتقي بذاتك الحقيقية.


نحن لا نكبر بالعمر فقط… بل بالمواقف التي علّمتنا أن نختار أنفسنا دون أن نشعر بالذنب، أن نُحب دون أن نؤذي أرواحنا، وأن نحلم حتى في عزّ انطفائنا.


العالم مزدحم، نعم… لكنه بحاجة إلى صوتك، إلى كتاباتك، إلى فكرتك، إلى قلبك النقي الذي لم تفسده القسوة رغم كل شيء.


ولأجل هذا، انهض من جديد. لا تخف من البدايات الصغيرة… لا تستصغر خطواتك… أنت تمضي، ولو ببطء، نحو حياةٍ تشبهك أكثر.


الحياة ليست سهلة، لكنها ممكنة… وكل من مشى في دربٍ مظلم وحده، يحمل داخله ضوءًا لم يعرفه من قبل.



بقلمي: لمسة روح … Roh Alhayat 

جميع الحقوق محفوظة © 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل