الام
حين تمرض الأم لا يكون الوجع في جسدها وحده بل تتمدد الحرارة في القلوب من حولها
لا لأنهم عاجزون بل لأنهم أمام مرآة لا ترحم تعكس ما تبقى من الرحمة فيهم
الأم حين تضعف تسقط معها أقنعة كثيرة وتظهر المعادن كما هي بلا طلاء
الابنة لا تنتظر تعليمات تعرف لغة الوجع قبل أن يُنطق به
تتفقد الوسادة وتعد الأنفاس وتخفي دموعها خلف ابتسامة حنونة
هي لا تخدم بل تعود إلى مكانها الطبيعي بين يدي من كانت لها وطنًا
زوجة الابن إن اقتربت من قلب المريضة لا من المجاملة فإنها تترك في الغرفة عطرًا لا يُنسى
قد لا تُطالَب بشيء لكنها إن فعلت كانت من الكبار الذين لا يتحدث عنهم التاريخ
أما الابن فإن صمته أحيانًا أصدق من الكلمات وإن مدّ يده بإخلاص شفى بها ما لا تبلغه العقاقير
في لحظات الضعف لا أحد يسأل من الأحق بل تُختبر القلوب وتُعرف الطينة من الطلاء
فمن خدمها خدم إنسانيته قبل أن يؤدي واجبًا
ومن تخلّف فقد خسر جزءًا من روحه ولو لم يشعر بعد
الأم حين تمرض لا تريد شفقة ولا مجدًا بل عيونًا تعرفها دون أن تسألها كيف حالك
وجسدًا يمدّ الغطاء في الليل ويعدل الوسادة دون أن يُقال له
خدمة الأم ليست دينًا يُرد بل نعمة تُمنح لمن اختاره الله ل
يكون أهلاً بها
بقلم .......لمسة روح
© جميع الحقوق محفوظة 2025
تعليقات