حين همس الليل باسمه
![]() |
🌹🌹الفصل الأول
🌸على حافة الغياب 🌸
كان الصباح مائلًا نحو الدفء رغم أن السماء ما زالت معلقة بسحب رمادية تحمل في طياتها أسرار المطر وقفت على حافة الرصيف أراقب المدينة وهي تستيقظ ببطء أصوات الباعة وضحكات الأطفال ووقع الخطوات على الأرصفة المبللة كلها كانت تنسج لحنًا أعرفه دون أن أسمعه من قبل ثم كان هناك هو بين المارة لا يشبه أحدًا منهم ولا يشبه أحدًا عرفته عيني من قبل كان يمشي بخطى واثقة ووجهه يحمل ملامح رجل مر على الحزن والحب والحرب وعاد منها حيًا ولكن ليس كما كان عيناه كانتا غريبتين إلى حد مربك عينان قادرتان على جعل كل ما حولهما يتراجع إلى الخلف وكأن الكون كله يفسح لهما الطريق لم يكن ينظر إلي مباشرة لكنه كان يعرف أنني أراه وكنت أعرف أنه يعرف ذلك لم أكن أبحث عن بداية لكن بدايته كانت تبحث عني
كل خطوة اقترب بها شعرت وكأن المدينة كلها توقفت عن التنفس اللحظة التي عبر فيها بجانبي كانت كافية لأشعر بثقل سنوات لم أعشها بعد ورائحة المطر التي التصقت بمعطفي حملت معها شيئًا من صوته الذي لم أسمعه بعد كان هناك شيء في حضوره يوقظ ما نام طويلًا داخلي شيء لا يكتفي بأن يلمس القلب بل يعيد تشكيله كنت أعلم أنني إن أدرت وجهي ونظرته تختفي بين الوجوه سأفقد شيئًا لا أعرف اسمه لذلك بقيت أتبعه بعيني حتى ابتلعته الزاوية البعيدة وترك في صدري فراغًا يشبه الوعد
بقلم .......لمسة روح .......𝓡𝓸𝓱 𝓐𝓵𝓱𝓪𝔂𝓪𝓽
© جميع الحقوق محفوظة2025


تعليقات