حين همس الليل بإسمه

 


   الفصل التاسع: 

            🌸ظلال الحقيقة🌸

الليل كان ثقيلاً، كأن السماء حبست أنفاسها انتظارًا لشيء لم يأتِ بعد…


كانت "ليان" تسير في الممر الحجري المؤدي إلى المكتبة القديمة في قصر عائلة "المير". الرياح الباردة تتسلل من النوافذ العالية، تحمل معها رائحة غامضة، خليط بين الورق العتيق والخشب المبتل. لم تكن تبحث عن كتاب، بل عن الحقيقة.


في زاوية مظلمة، رأت صندوقًا صغيرًا مغلقًا بقفل نحاسي، عليه نقش باهت. مدّت يدها، لكن قبل أن تلمسه، سمعت صوت خطوات خلفها… خطوات بطيئة وثابتة. التفتت، فوجدت رجلاً لم تره من قبل، عيناه مثل جمرتين في الظلام.


— "تبحثين عن شيء… أليس كذلك؟"

صوته كان حادًا، كأنه يقرأ أعماقها.

— "هذا ليس شأنك." ردّت ببرود، لكنها شعرت برجفة خفية.

ابتسم الرجل ابتسامة غامضة: "بل هو شأني أكثر مما تظنين، فالصندوق الذي أمامك… يحوي ما يغيّر كل شيء."


قبل أن تسأله عن معنى كلامه، انطفأت الأضواء فجأة، وغرق المكان في ظلام دامس. لحظة، ثم أخرى، وحين عادت الإضاءة… اختفى الرجل، لكن الصندوق بقي مفتوحًا.


في داخله، وجدت رسالة قديمة مكتوبة بخط يدٍ متعرج، وأمام اسم المرسل توقفت أنفاسها. كان توقيع "آدم المير"… الرجل الذي اعتقدت أنه رحل من حياتها للأبد.


   

 بقلم .......لمسة روح 

 © جميع الحقوق محفوظة2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل