الفصل السادس:🌸 المصير بين يديك يا نوران🌸
ارتجف الهواء حين خطت نوران نحو البوابة الطيفية، الألوان تتراقص كألسنة لهب سماوي، تقترب منها كأنها تدعوها، وتبتلع من خلفها كل أثر للظلال التي طاردتها.
لكن عينيها ثبتتا على ذلك الغريب الذي ظهر أمامها… رجل مهيب الملامح، طويل القامة، عيناه تحملان عمق عوالم لا نهاية لها.
من أنت؟ سألت نوران بصوت يختلط فيه الخوف بالدهشة.
ابتسم الغريب ابتسامة هادئة
أنا زاهر، الحارس الأول للبوابة الكبرى… كنت في انتظارك منذ أن بدأت النجوم تناديك.
تجمدت أنفاس نوران، بينما كيان وآرغوس يتبادلان النظرات، فوجود زاهر قلب الموازين. بدا وكأنه يعرف الكثير عن نوران، أكثر مما تعرفه هي عن نفسها.
زاهر تقدم خطوة، صوته كجرس يتردد في كل الممرات
البوابة لا تفتح لمن يسعى وراء القوة وحدها… إنها تختار من يملك قلبًا نقيًا وعزيمة لا تنكسر. لكن توقف لحظة، وعيناه حدقتا مباشرة في نوران، خلف هذه الأبعاد، هناك من ينتظر سقوطك.
ارتجف قلبها، وهي تتذكر ملامح ليرا التي اختفت في الظلال. هل كانت صديقة أم خصمًا
فجأة، اهتز المكان بقوة، وخرجت من أعماق العتمة مخلوقات أضخم وأشد رعبًا، أجسادها كأنها منحوتة من شظايا الزجاج الأسود، وأصواتها تخترق العظم.
آرغوس صرخ
إنها حراس العدم! لم يظهروا منذ آلاف السنين…
انطلقت المعركة.
كيان رفع سيفه المضيء واندفع للأمام، زاهر مد يده فانبثق من حوله درع من نور أخضر، أما نوران فقد شعرت أن الرموز التي رأتْها سابقًا أصبحت أكثر وضوحًا، وكأنها تتحرك داخل عروقها.
سمعت همسة في داخلها
القوة بين يديك… لكن القرار هو من يحدد مصيرك.
اندفعت طاقة هائلة من كفيها، ضوء أبيض اخترق الظلام، بعثر صفوف المخلوقات، وأوقف الزمن لثوانٍ. الجميع تجمد، إلا هي وزاهر.
نظر إليها زاهر بدهشة ممزوجة بالإعجاب
قد بدأتِ تفهمين… لكن السيطرة الحقيقية ما زالت بعيدة. لا تدعي النور يلتهمك، وإلا ستصبحين أنتِ البوابة.
نوران شهقت هل ستتحول هي نفسها إلى مفتاح العبور
وفي ذروة المعركة، عادت ليرا لتظهر من بعيد، عيناها تقدحان شررًا، وصوتها يجلجل
لن تدخلي البوابة يا نوران… هذه قدري أنا، وليس لكِ
وهكذا، بدا أن الصراع لم يعد مع المخلوقات وحدها، بل مع الأصدقاء الذين صاروا خصومًا… ومع الأسرار التي بدأت تنكشف ببطء.
نوران أدركت أن كل شيء سيتغير بعد هذه الليلة وأن الفصل القادم سيكون هو لحظة الحسم.
تعليقات