الفصل الثاني :🌹صوت خلف الأبواب 🌹
حين عبرت نوران البوابة، أحاط بها ضوء كثيف سرعان ما خفت، لتجد نفسها واقفة على أرض لم ترَ مثلها قط.
كانت الرمال منيرة كحبيبات زجاج تلتقط وهج النجوم، والسماء تسبح فيها مجرات لا حصر لها، كأنها بحر ممتد بلا نهاية.
ترددت خطواتها، لم تعرف إن كانت في حلم أم في يقظة، لكن قلبها كان يخبرها أن ما تعيشه حقيقة لم يجرؤ عقلها يومًا على تخيلها.
فجأة، جاءها صوتٌ خافت من بعيد، صوت لم يكن بشريًا خالصًا ولا غريبًا تمامًا، كأنه مزيج بين همس الريح وجرسٍ قديم.
مرحبا بكِ يا ابنة الأرض.كنا ننتظرك.
تجمدت نوران في مكانها، التفّت حولها تبحث عن مصدر الصوت، لكن لم يكن هناك أحد. كل ما رأته كان بابًا حجريًا ضخمًا، منتصبًا وسط الصحراء المضيئة، لا يدعمه جدار ولا يحرسه أحد، باب يقف وحده في الفراغ.
اقتربت منه بخطوات مرتجفة، وكلما تقدمت، كان النقش على الباب يزداد وضوحا نجوم مرسومة بدقة، تتوهج ثم تخبو كما لو كانت حيّة.
مرة أخرى جاء الصوت، هذه المرة أقوى
إختيارك سيغير مصيرك... إما أن تعودي الآن، أو تفتحي هذا الباب لتبدأ الحكاية.
وضعت نوران يدها على النقش المتلألئ، وعرفت أن طريق العودة انتهى... وأن القدر بدأ للتو يكتب فصلًا جديدًا من حياتها.
تعليقات