الفصل العشرون – وجوه الحقيقة

 


الليل كان ساكن بشكل غريب، كأن المدينة كلها تنتظر اللحظة اللي هتنفجر فيها الأسرار. سارة جلست قُرب النافذة، عينيها معلقة في الظلام، وقلبها مليان أسئلة مالهاش إجابة. آدم كان بيتحرك رايح جاي في الغرفة، خطواته سريعة، وصوته الداخلي بيصرخ إنه في حاجة كبيرة هتظهر قريب.


ليلى، اللي كانت دايمًا الأهدأ بينهم، قاطعت الصمت وقالت بصوت فيه توتر:

– "أنا مش قادرة أستوعب اللي قاله كريم… إزاي نادية كان عندها دفتر بالكمية دي من الأسرار وما حدش يعرف؟"


آدم وقف فجأة، نظر لها وقال:

– "الدفتر مش مجرد أسرار… هو خريطة. نادية كانت عارفة إن في يوم هييجي، وهنلاقي نفسنا واقفين قدام الحقيقة وجهاً لوجه."


سارة، اللي ما قدرتش تمنع نفسها من التفكير بصوت عالي، قالت:

– "طيب مين ورا كل ده؟ مين الشخص اللي عايز يدفن الماضي بأي تمن؟"


قبل ما حد يجاوب، باب الغرفة اتفتح بقوة. كريم دخل ووشه باين عليه ارتباك شديد. كان ماسك الدفتر في إيده، وبيقول وهو بيتنفس بسرعة:

– "لقيت حاجة… حاجة هتغير كل حاجة."


الكل اتجمع حواليه، وسارة مدت إيدها وأخذت الدفتر. لما فتحت الصفحات، لقت رسم غريب على شكل دوائر متشابكة، وفي النص كلمة مكتوبة بخط واضح: "العهد".


آدم بص في الصفحة وقال:

– "إيه معنى ده؟"


كريم جلس على الكرسي، وكأن الحمل اللي على كتافه تقيل جدًا، وقال:

– "نادية كانت جزء من اتفاق قديم… بين مجموعة أشخاص. الاتفاق ده كان مرتبط بالبيت ده، وبالأسرار اللي جواه. لكن في حد خان العهد… والخيانة دي هي سبب كل اللي بيحصل دلوقتي."


ليلى شهقت، وقالت بخوف:

– "يعني في حد من اللي حوالينا هو السبب؟!"


كريم أومأ برأسه ببطء:

– "مش بس سبب… ده العدو الحقيقي. وهو لسه قريب منكم أكتر ما تتصوروا."


الهدوء خيّم على المكان. سارة حسّت إن قلبها بيضرب بسرعة غير عادية. لأول مرة تدرك إن الخطر مش جاي من بعيد… الخطر بينهم، بيتحرك معاهم، يمكن بيتنفس نفس الهواء.


آدم شد نفس عميق وقال بحزم:

– "إحنا لازم نعرف مين هو قبل ما يسبقنا بخطوة. لو العهد اتكسر مرة… مش هيسيبنا المرة دي من غير تمن."


وساعتها، صوت طرق خفيف على الباب دوّى في الغرفة. كلهم اتجمدوا، عيونهم بتتبادل نظرات مليانة قلق. مين ممكن يجي دلوقتي؟

سارة همست:

– "حاسّة إن اللحظة دي… بداية النهاية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل