الفصل الحادي والعشرون – بداية النهاية
الطرق على الباب اتكرر، المرة دي أبطأ، لكن فيه ثقل كأنه بينذر بالخطر. آدم بص حوالين الغرفة بسرعة، إيده قربت من مقبض الكرسي الخشبي وكأنه بيتأهب لأي مواجهة.
سارة وقفت في نص الغرفة، عينيها بتلمع بخوف ممزوج بجرأة. بصوت واطي قالت:
ما تفتحوش بسرعة استنوا. لازم نعرف مين ورا الباب الأول.
كريم اتنفس ببطء، رفع صوته وقال
مين؟
جاء الرد من ورا الباب، بصوت رجولي عميق ومخنوق
افتحوا… أنا عارف إنكم جوه.
الصوت كان مألوف جدًا ليلى اتسعت عينيها، همست
ده صوت حسام!
آدم اتجمد، عقله بيراجع كل كلمة وكل لحظة جمعتهم مع حسام. الراجل اللي كان يظهر لهم دايمًا في صورة الصديق الحامي، هل ممكن يكون هو العدو اللي خان العهد؟
الباب اتفتح ببطء، وحسام ظهر واقف في العتمة، ملامحه شاحبة وعيونه غريبة كأنها بتحمل أكتر من سر. دخل بخطوات ثابتة، وبص على الدفتر اللي في يد سارة. ابتسم ابتسامة باهتة وقال:
كنت متأكد إنكم هتلاقوه.
سارة رفعت الدفتر بقوة وقالت
إنت تعرف إيه عن العهد؟
حسام ضحك بخفة، لكنها كانت ضحكة مريبة:
أنا واحد من اللي صنعوه. لكن نادية نادية هي اللي كسرت الاتفاق. وهي السبب في الفوضى دي.
كريم صرخ
كذاب! نادية كانت بتحمي العهد، مش تخونه.
حسام قرب خطوة، وصوته بقى مليان تهديد
إنت فاكر إنك عارف كل حاجة يا كريم؟ لأ… نادية كان عندها طموح أكبر من أي حد. العهد كان سجن، وهي قررت تكسره وأنا جيت أكمل اللي بدأته.
آدم وقف قدامه، المسافة بينهما اتقلصت بشكل مخيف. قال بصوت قوي
يعني إنت العدو اللي بندور عليه؟
حسام ابتسم ابتسامة باردة:
مش عدو أنا الحقيقة اللي تحاولوا تهربوا منها.
الغرفة اتملت توتر. سارة مسكت يد ليلى بقوة، حسّت إن اللحظة دي هي الفاصل بين النجاة والانهيار. كريم وقف وراء آدم، مستعد يواجه الماضي كله في عيون حسام.
لكن فجأة سمعوا صوت تكسير زجاج جاي من النافذة الخلفية. في شخص تاني دخل البيت! الكل اتلفت، وحسام استغل اللحظة وقبض على الدفتر من إيد سارة بسرعة خاطفة.
ركض ناحية الباب، لكن آدم لحقه قبل ما يخرج. اشتبكوا الاتنين في صراع عنيف، أصوات الأثاث وهي تتقلب، وأنفسهم المتقطعة، الدفتر اللي بين إيدين حسام يتهدد يضيع في أي لحظة.
ليلى صرخت
لازم نوقفه! لو الدفتر خرج… كلنا هننتهي.
الغرفة تحولت لساحة معركة، وكل واحد فيهم كان عارف إن
المعركة دي مش بس على دفتر… دي على مصيرهم كلهم.
بقلم لمسة روح
© جميع الحقوق محفوظة 2025
تعليقات