الفصل الثاني والعشرون – حين تنطق القلوب
المعركة كانت في أوجها. حسام بيتشبث بالدفتر كأنه آخر أنفاسه، وآدم بيقاوم بكل قوته. سارة و ليلى بيحاولوا يساعدوا، وكريم واقف مساند، قلبه بينزف وهو شايف كل شيء على وشك الانفجار.
لحظة واحدة قلبت كل شيء… الدفتر وقع على الأرض، وانفتح فجأة، صفحاته اتطايرت في الهواء زي أسرار قديمة خرجت تتحرر من سجنها. الكلمات المكتوبة فيه ما كانتش مجرد حبر… كانت مزيج من خوف وحب وخيانة ووعود.
سارة مدت إيدها بسرعة جمعت ورقة من الصفحات، وقبل ما حسام يوصلها، بصت فيها بصوت مرتجف:
هنا مكتوب… العهد الحقيقي مش في الورق… العهد في القلوب اللي تصون بعضها."
الجملة دي وقفت الجميع. حسام اتجمد، كأن الكلمات ضربت قلبه لأول مرة. الدموع اتجمعت في عينيه، لكن كبرياءه كان بيحاول يخفيها.
آدم قرب منه، وصوته كان هادي لكنه مليان قوة:
إنت طول الوقت بتدور على السيطرة، لكن عمرك ما فهمت إن الحب هو اللي بيحرر. نادية غلطت لأنها خافت، وأنت غلطت لأنك طمعت… لكن إحنا اخترنا نواجه، مع بعض."
حسام وقع على ركبتيه، الدفتر في إيده بقى مجرد أوراق ميتة. رفع عينيه وبص لهم:
يمكن… يمكن يكون فات الأوان بالنسبة لي.
سارة بصت له بنظرة كلها رحمة
العهد الحقيقي مش بيموت، دا بيتجدد لما القلوب تختار الصدق. لسه في وقت إنك ترجع إنسان.
سكت، ودمعة انزلقت على خده من غير ما يحس. سلّم الدفتر لآدم، وخرج من الغرفة بخطوات بطيئة، كأنه بيختفي مع ظله.
الغرفة سكنت. الهوى اللي كان تقيل اتنفس حرية لأول مرة. ليلى ابتسمت من قلبها وقالت:
خلصنا… أخيرًا خلصنا.
كريم بص لسارة، عيونه كانت مليانة امتنان وحب، وقال:
لولاك… ولولا قوتك، كنا ضاعنا.
سارة ابتسمت، لكن المرة دي ابتسامة صافية، مش مليانة خوف:
القوة الحقيقية مش فينا كأفراد… القوة إننا اخترنا نكون مع بعض، ونصون بعض."
آدم مد إيده، لمس يدها برفق، وكأنه بيعاهدها عهد جديد، عهد من غير أسرار، ومن غير خوف.
قال بصوت خافت لكنه واضح
الرحلة انتهت لكن البداية لسه جايه. وكل بداية معاكِ… هي المعجزة اللي استنيتها طول عمري.
سارة حست قلبها بيرقص لأول مرة. في اللحظة دي، الماضي كله فقد معناه، والخوف فقد سلطته. بقت الحياة قدامها مفتوحة زي صفحة بيضاء، تكتب عليها هي وآدم حكاية جديدة.
خرجوا من البيت القديم، والشمس كانت بتشرق في الأفق، تنثر نورها على وجوههم. كانوا عارفين إن الطريق مش هيكون خالي من الصعاب، لكنهم اتعلموا إن الحب، لما يكون صادق، قادر يواجه أي سر، وأي ظلام.
وهكذا انتهت الحكاية، مش بانكسار، لكن ببداية من نور ببداية من حب.بين قلبين
مع تحياتي. في رواية جديدة
𝓡𝓸𝓱 𝓐𝓵𝓱𝓪𝔂𝓪𝓽
بقلم لمسة روح
© جميع الحقوق محفوظة 2025
تعليقات