الفصل الثالث. زيارة مش بريئة
بعد يومين من الخطوبة، أم آدم اتصلت بأم سارة:
ـ لازم تيجو عندنا بقا.. عايزين نتعرف أكتر.
سارة وهي بترد:
يا ماما قولي لهم إني تعبانة.
الأم:
تعبانة إيه؟ دا إنتي لازم تبيني إنك عروسة لوز العنب. قومي حضري نفسك.
سارة دخلت بيت آدم لأول مرة.. البيت ريحته "ديتول" زيادة عن اللزوم، كأنها داخلة مستشفى مش شقة.
سارة همست في ودن أمها
يانهار أبيض.. دا لو عطست هنا هيعمل لي مسحة PCR.
آدم نزل من فوق، لابس تيشيرت أبيض مكوي بعناية، وماسك بخاخ كحول في إيده كالعادة.
قال مبتسم:
أهلاً يا عروسة.
سارة:
أهلاً يا دكتور كورونا.
أمه كشّرت:
ـ إيه يا بنتي؟ كورونا إيه؟ دا ابني متعقم.
سارة بسرعة:
لا أقصد يعني منوّر زي الشمس.
الجلسة تبدأ، أكل متحضّر على السفرة.. كله محطوط في علب بلاستيك معقمة
سارة بصوت واطي
يا ساتر! هو مش عندكم أطباق صيني زي الناس؟!
آدم:
البلاستيك أنضف.
أبو آدم يضحك:
ـ يا بنتي سيبيه.. متعود يعيش كده.
سارة ترفع معلقة الملوخية وتدوق، وتغمض عينيها بتلذذ:
أه يا خرابي! دي ملوخية حلوة أوي.
آدم بسرعة:
ـ اوعى تنفخي في المعلقة! النفخ ينشر بكتيريا.
سارة ضحكت:
ـ طب وانا آكلها سخنة كده؟! أبلعها أبلعها؟
آدم:
استني.. يطلع مروحة صغيرة من جيبه ويشغّلها على الطبق
سارة انفجرت ضحك:
يانهار أبيض! ده جايب مروحة متنقلة عشان الأكل؟!
أمه تبص بغيض:
ـ إيه يا بنتي؟ إنتي طول الوقت تضحكي؟
سارة
أصل ابنك مادة خام للكوميديا، ينفع نعمله برنامج لوحده.
آدم ابتسم، بص لها نظرة غريبة
بس دمك خفيف.. يمكن البيت محتاج ضحك بقاله كتير.
بعد الغدا، سارة وقفت تساعد في المطبخ.. بس من غير ما تاخد بالها، وقعت شوية رز على الأرض
آدم دخل فجأة وشاف الرز
ـ كاااارثة
سارة:
ـ إيه يا عم؟ دا رز مش ديناميت.
آدم:
ـ الرز ده ممكن يتلوث، لازم يتشال فوراً!
سارة بمرح
ـحاضر يا سيدي.. تعال إنت شيله بنفسك.
آدم اتردد.. سارة مسكت يدها الجوانتي طبعا وخلته ينحني يشيل معاها.
أول مرة يلمسها من ساعة ما اتخطبوا.
الاتنين وقفوا ساكتين لحظة، بصوا لبعض.
سارة تضحك تكسر الجو
إيدك متلجة.. إنت متأكد إنك بني آدم
آدم ابتسم
مش متأكد.. بس يمكن إنتي اللي تخليني أبقى طبيعي
تعليقات