الفصل الخامس: "سر الماضي وقلوب متقاربة"
بعد اليوم اللي قضوا سارة وآدم مع بعض، كان الجو بينهم مختلف. لم تعد مجرد ضحكات وكوميديا، لكن بدأت تظهر لحظات هدوء فيها شغف حميمية خفية. سارة كانت مازالت مستغربة من نفسه الغريب، اللي يصر على النظافة المبالغ فيها، لكنه بنفس الوقت يهتم بيها بطريقة ما اتعودتش عليها.
في صباح اليوم التالي، رن هاتف آدم فجأة، وكانت المكالمة غامضة من رقم مجهول. قال وهو بيبص للشاشة:
مين ده؟
رد بسرعة، لكن صوته كان متوتر
ألو… مين؟
الراجل في الهاتف قال جملة قصيرة مقلقة
فاكر إنك هتعيش طبيعي؟ الماضي بتاعك راجع.
آدم قلبه وقع، وعيناه لمعت بالقلق. سارة اللي كانت قريبة منه لاحظت التغير المفاجئ، وسألته
إيه اللي حصل؟ مين كان؟
آدم حاول يبتسم، لكنه كان واضح إنه مضطرب
حاجة بسيطة… مفيش أي حاجة تخافي منها.
سارة مدت ايديها، حست لأول مرة إن فيه جانب ضعيف في شخصيته، جانب مش متوقع خلف الكمامة والوساوس:
ـ طيب… أنا معاك.
ابتسم، وحس بدفء غريب يمر من قلبه لما لمس يدها. كانت لمسة قصيرة، لكن أثرت فيه أكتر من أي تعقيم أو قفاز في حياته.
لاحقًا، قرروا يروحوا للمتنزه على النيل، بعيد عن الزحمة. الشمس كانت دافية والنسيم عليل. سارة تمشي جنبه، وهو كل شوية يبص لها بخفة. فجأة، حديقة صغيرة فيها نافورة صغيرة لفتت انتباهها، وقعدوا جنبها.
سارة اتكلمت عن كل حاجة شافتها الأيام دي، وضحكت على المواقف اللي حصلت في البيت والكافيه. آدم ابتسم، وقال:
ـ ضحكتك… زي مغناطيس. مش قادر أبعد عيني عنك.
القلب بتاع سارة خفق بسرعة، وقالت له وهي مبتسمة بخجل:
ـ هو أنت دايمًا كده… بتخلي الناس تقع في حبك من غير ما يحسوا؟
آدم ضحك بخفة، وقال:
ـ لا… بس يمكن انتِ اللي خلتِ قلبي يفتح لأول مرة بعد وقت طويل.
اللحظة كانت ساحرة. الشمس كانت بتغطي المية بألوان دافئة، والهواء خفيف، وكل شيء حوالينهم ساعد على إن قلبهم يقترب أكتر. سارة قربت شوية، وهو مد إيده يمسك إيدها. كانت لمسة طبيعية، لكن فيها حميمية دفينة لأول مرة.
بس قبل ما يقدروا يركزوا على بعض، ظهر رجل غامض على طرف الحديقة، وباصص لآدم بطريقة مريبة، وهو ماسك ظرف أبيض صغير. آدم اتجمد للحظة، وسارة لاحظت توتره:
ـ آدم… مين ده؟
آدم خبط كفه على الجوانتي كأنها عادة، وقال بصوت منخفض:
ـ ده من الماضي… وحان الوقت إني أواجهه.
سارة نظرت له بعينين واسعة، وقالت بحزم:
ـ مهما حصل… أنا معاك.
آدم ابتسم بابتسامة صافية لأول مرة من قلبه، وحس إن وجود سارة جنبه مش بس راحة… لكنه دعم حقيقي، شيء ممكن يخليه يواجه أي تحدي حتى لو الماضي رجع ليطرحه.
وفي اللحظة دي، شعروا إن قلبهم اتقارب أكتر من أي وقت فات، وكل كلمة وكل لمسة صغيرة زادت من شعورهم بالرومانسية الحقيقية، والفضول تجاه ما سيحدث في الأيام القادمة.
تعليقات