الفصل الثامن: "بين الخوف والعناق"
بعد الليلة اللي شافوا فيها الشخص الغامض واقف قدام البيت القديم، سارة ما قدرتش تنام. كل مرة تقفل عينيها، ييجي في بالها ظل واقف بعيد، ساكت، لكن حضوره مخيف.
آدم، رغم وساوسه اللي ما بتفارقهوش، كان لأول مرة مش خايف من الميكروبات أو الغبار… كان قلقان على سارة بس. وهو بيتمشى في أوضة شقته رايح جاي، قرر يكتب لها رسالة، لكن وهو بيكتب لقاها بتتصل:
آدم… أنا مش مرتاحة. ممكن نلتقي دلوقتي؟
صوتها كان فيه رجفة، لكن كمان فيه إصرار.
تعالي، أنا مستنيك.
بعد نص ساعة، كانت سارة قاعدة في شقته لأول مرة من غير وجود أهله. بصتلها وهي داخلة، شعرها متلخبط من الهوا، وعينيها مرهقين، لكن جواها قوة غريبة.
قالتله وهي بتحاول تضحك:
إيه يا دكتور… مش ترش عليّ كحول وأنا داخلة؟
ابتسم آدم ابتسامة صغيرة وقال:
النهارده لا… يمكن محتاج ألمسك من غير حواجز.
الجملة دي خلت قلبها يضرب بسرعة. لأول مرة تشوفه بيتكلم بالوضوح ده.
جلسوا سوا، والدفتر القديم مفتوح قدامهم على الطاولة. آدم قلب صفحة جديدة، ولاحظوا إن فيه جملة مكتوبة بخط مهزوز
من يجرؤ على الحب، يجرؤ على كشف الأسرار.
سارة همست
يمكن الرسائل دي معمولة مخصوص عشانك.
آدم بص لها:
يمكن… ويمكن كمان عشاننا إحنا الاتنين.
الصمت غمرهم لحظة، لكن الصمت ده ما كانش عادي… كان مليان شعور مختلف، شعور بالاقتراب.
فجأة، سمعوا صوت طرقة خفيفة على باب الشقة. اتجمدوا هما الاتنين.
سارة. ده أكيد هو…
آدم أمسك ايديها، وصوته رغم توتره كان ثابت:
متخافيش، طول ما إنتي جنبي، مش هسيبه يخوفنا.
الطرقة اختفت فجأة، والهدوء رجع. لكن قلبهم لسه بيخبط.
سارة حركت يدها من إيده، وبهدوء رفعتها على وشه، وقالت بابتسامة مرتبكة
الغريب إن وجودك مخوفني… بس مطمئن في نفس الوقت.
آدم ما استحملش، لأول مرة قرب أكتر، وقال بصوت واطي
وأنا عمري ما حسيت إني عايش… غير وإنتي معايا.
العين في العين، اللحظة كسرت كل الحواجز. هي ابتسمت، وهو مد إيده لمسها من غير جوانتي، لأول مرة. قلبه كان يرتعش، بس الرعشة دي ما كانتش وسواس… كانت حب.
سارة أغمضت عينيها لحظة، ومالت ناحيته، لكنه فجأة سحب نفسه خطوة صغيرة وقال
سامحيني… أنا لسه بتعلم أعيش من غير خوف.
ابتسمت بحنية
وأنا هفضل أتعلم معاك… خطوة بخطوة.
تعليقات