الفصل السادس: "رسالة من الماضي"
الصباح بدأ ببرودة خفيفة، وسارة كانت مستيقظة على صوت العصافير. كانت متشوقة للقاء آدم بعد اللي حصل في المتنزه، لكن عقلها ما قدرش يمنع الفضول عن الغموض اللي ظهر فجأة: الرجل الغامض والظرف الأبيض.
آدم ظهر على باب شقتها، الجوانتي الأبيض في إيده، وابتسامة خفيفة رغم التوتر اللي كان واضح في عينيه.
ـ صباح الخير… جاهزة لليوم؟
سارة ابتسمت بخفة:
ـ دايمًا جاهزة… خصوصًا لو هنقابل تحديات جديدة.
ركبوا العربية، وصمت آدم لفترة. سارة لاحظت القلق، فسألته:
ـ إيه اللي مضايقك؟ الظرف ده من اللي شوفناهم امبارح؟
آدم أخذ نفس طويل، وقال بصوت منخفض:
ـ أيوه… من الماضي. في معلومات كنت حابب تظل مخفية، بس الظرف ده ممكن يغير كتير.
سارة قربت منه، وحست بحاجه غريبة: مزيج من الخوف والإثارة.
ـ طيب… إحنا مع بعض… صح؟
آدم مسك إيدها تحت الطاولة، وقال بابتسامة هادئة:
ـ أكيد… وجودك جنبي بيخليني أقوى.
الوصول للحديقة اللي بيقابلوا فيها الرجل كان مليان توتر. الرجل الغامض وقف جنب شجرة كبيرة، وفي إيده الظرف الأبيض. آدم نزل بسرعة، وسارة جنبها، عيونها مفتوحة وقلوبهم بيتسابق.
آدم أخذ الظرف وفتح فيه رسالة قصيرة مكتوبة بخط واضح
آدم، كل حاجة من الماضي راجعة.. قراراتك القديمة هتلاقي طريقها ليك دلوقتي. خلي بالك من اللي حواليك.
سارة بصت له
إيه ده؟
آدم تنفس بعمق، وقال
ده جزء من حياتي اللي كنت عايز أبعده عن كل الناس… دلوقتي نعرف إزاي نواجهه سوا.
الموقف ده قربهم أكتر، لأن سارة حست إنها جزء من حياته بطريقة غير متوقعة، وأنها مش بس خطيبته، لكنها صارت شريكة في مواجهة تحديات.
بعد لحظات، قرروا يرجعوا للسيارة. الطريق كان مليان ضحك وكلام رومانسي خفيف. آدم فجأة مسك يد سارة بإحكام وقال
يومك معايا هيبقى كله تحديات… بس عايزك تعرفي حاجة.
سارة نظرت له بدهشة
إيه؟
آدم قرب منها شوية، وصوته كان واطي:
مهما حصل، وجودك جنبي يخليني أحس بالأمان… أكتر من أي تعقيم أو خوف عندي.
سارة حست بحرارة في قلبها، وقالت وهي مبتسمة
وأنا… لما تبقى جنبي، حتى المخاوف بتتحول لحاجات صغيرة.
اللحظة دي كانت بداية رومانسية جديدة، أعمق، مليانة دفء و حميمية، بدون أي قفازات أو كمامات، مجرد قرب طبيعي.
وبينما هما ماشيين على ضفاف النيل، الشمس تغطي المية بألوان ذهبية، والأشجار بترقص مع النسيم، سارة وآدم حسوا لأول مرة إن حياتهم ممكن تبقى ممتعة حتى مع كل الغموض اللي جاي لهم.
وفي آخر الفصل، الظرف الأبيض باقي مع آدم في جيبه، والعينين بتاعته مركزة على سارة، مع ابتسامة صافية:
مهما رجع الماضي… أنا مش هسيبك لوحدك.
بقلم لمسة روح
© جميع الحقوق محفوظة 2025
تعليقات