الفصل السابع: "حين يطرق ابواب الماضي

 


كانت سارة جالسة في غرفتها مساءً، تفكر في ابتسامة آدم الأخيرة. رغم الغموض اللي لسه معلق في الهواء، قلبها كان مطمئن بشكل غريب. هل الحب قادر فعلا يخلي إنسان مليان خوف يتغير؟


في نفس اللحظة، آدم كان قاعد في شقته، الظرف الأبيض على الطاولة قدامه. الرسالة لسه عالقة في ذهنه: "الماضي راجع." فتح الظرف تاني، ولاحظ إنه في ورقة تانية صغيرة ما كانش واخد باله منها. الورقة مكتوب فيها عنوان قديم ومعاه جملة قصيرة: "هنا البداية."


دمه برد للحظة. العنوان ده المكان إلي كان عايش فيه زمان، قبل ما يغير حياته كلها.

اليوم التالي، قرر يحكي لسارة.

سارة، في حاجة لازم تعرفيها… الرسالة فيها عنوان من ماضيّ.

سارة قربت منه وقالت بثبات:

وأنا هاجي معاك.

آدم اتفاجأ

الموضوع مش سهل… ممكن يكون فيه خطر.

سارة ابتسمت بخفة دمها اللي دايمًا بتذيب التوتر:

خطر إيه؟ أنا أصلاً عايشة معاك يوميًا بين كمامات ومعقمات! الخطر الحقيقي إنك تروح من غيري.

آدم ضحك، لأول مرة ضحكة صافية من قلبه، وقال:

 إنتي مش بس ضحكة جميلة… إنتي شجاعة.


تحركوا سوا للمكان اللي في الرسالة. كان بيت قديم مهجور على أطراف المدينة. الجو هناك كان ساكن بطريقة مريبة، التراب مغطي كل شيء. آدم وقف متردد عند الباب، وسارة مدت إيدها لمسة خفيفة على كتفه:

ـ أنا هنا… متخافش.


دخلوا البيت، وكل خطوة تثير صدى مخيف. في غرفة صغيرة، لقوا درج قديم. آدم فتحه، ولقى فيه صور قديمة لناس ميعرفوش عنهم حاجة، وجنبها دفتر جلدي قديم.


سارة التقطت الدفتر وقالت:

يمكن ده اللي وراه القصة.

آدم فتح أول صفحة، وكانت مكتوبة بخط واضح:

لكل سر وقت… ولكل قلب فرصة.


الكلمات دي هزته، خلاه يرجع ذاكرته لذكريات ما كانش عايز يفتكر. لكنه المرة دي مش لوحده. سارة كانت جنبه، عينيها مليانة اهتمام وفضول، وده خلى قلبه يتشجع.


فجأة، سمعوا صوت خفيف من خارج البيت، زي خطوات يتقرب. آدم بسرعة مسك إيد سارة، وشه بقى جاد:

لازم نخرج دلوقتي


جرى بيها لبرا، لكن قبل ما يبعدوا عن البيت، شافوا ظل شخص واقف بعيد، بيراقبهم في صمت.


سارة سألت بخوف وفضول

 مين ده؟

آدم قال بصوت حازم، رغم ارتجاف قلبه:

ده اللي بعت الرسالة… والظاهر إنه مش عايزنا ننسى.


بقلم لمسة روح

© جميع الحقوق محفوظة 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل