الفصل التاسع: "صدى الزجاج وظل الماضي"

 

بعد اللحظة الحميمية اللي جمعت سارة وآدم، واللي خلت قلبهم يقرب أكتر من بعض، فجأة وقع صوت كسر الزجاج من الشقة المجاورة. الصوت كان عالي، وخلّى سارة تقفز من مكانها وهي تصرخ:

ـ إيه ده؟!


آدم، بسرعة، مسك يدها وقال:

ـ ماتخافيش… أنا جنبك.


اقتربوا من مصدر الصوت بحذر، وكل خطوة كانت مليانة توتر. لما دخلوا الغرفة، لقوا نافذة مفتوحة جزئيًا والزجاج متكسر، والجو كله مليان رائحة المطر اللي دخل من برا. الظل الغامض اللي ظهر قبل كده كان واضح في إحدى الزوايا، بيترقبهم بصمت.

سارة شعرت بقلق حقيقي، لكنها مدّت يدها على كتف آدم وقالت:

مهما حصل… أنا معاك.

آدم ابتسم ابتسامة خفيفة، رغم توتره، وقال:

 وجودك معايا بيخليني أقدر أواجه أي حاجة.

الظل الغامض تقدم خطوة، وقال بصوت هادي لكنه مليان حزم

أخيرًا قررتوا تواجهوا الحقيقة… الماضي كله هيظهرلكم دلوقتي.

آدم اقترب من سارة وحماها بحاجبه، وقال بصوت منخفض

 ركزي معايا… كل خطوة مهمه.

الظل الغامض رمى دفتر صغير على الأرض، ورسم خطوط على الصفحات وكأنها دعوة لهم لاكتشاف الأسرار بنفسهم. سارة خدت الدفتر وبدأت تقرأ الصفحات، وكانت مليانة أسماء، أماكن، وقرارات آدم القديمة اللي حاول يبعدها عنها.

قلب سارة خفق بسرعة، لكنها بدل ما تحس بالخوف، حسّت حاجة غريبة… إحساس بالقوة والمسؤولية، وإحساس إنها جزء مهم من حياته. نظرت لآدم وقالت:

 أنا عارفة كل ده… ومش مهم… أنا عايزة أكون معاك.

آدم اتلمع في عينيه وقال بهدوء:

 وده أهم حاجة… وجودك جنبي بيخليني أقدر أواجه كل شيء.

في اللحظة دي، حصل تطور رومانسية جديد: المطر بدأ يتساقط من النافذة المفتوحة، والجو كله مشحون بالغموض والتوتر، لكن برضه فيه دفء. آدم مد إيده لمسها مرة تانية بدون جوانتي، وقربها منه أكتر. سارة حست بدفء يملأ قلبها، وقالت بصوت واطي

حتى وسط كل الخوف… وجودك جنبي مريح.

آدم ابتسم وقال

 وأنا لما أكون جنبك، كل شيء يخوف بيتحول لأمان.


الظل الغامض اختفى فجأة، تاركًا لهم الدفتر والأسرار، لكن حضوره خلى اللحظة أقوى، وكل شعور الرومانسية 

اللي بينهم أصبح أعمق وأكثر واقعية.



بقلم لمسة روح

© جميع الحقوق محفوظة 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل