الفصل الحادي عشر..ظلال نادية


سارة ما قدرتش تتحمل الصمت اللي وقع بعد كلام ليلى. قلبها كان بيقول إن في حاجة أكبر من مجرد سر قديم. بصّت لآدم، ووشه متجمد، عينيه مش عارف يركزوا عليها ولا على ليلى.

سارة قالت بهدوء، لكن نبرتها فيها قوة:

عايايزة نفهم يا ليلى… مين نادية بالضبط، وليه ظهرها مرتبط بالبيت ده


ليلى تنهدت، وقعدت على الكرسي وكأنها شايلة حمل تقيل

نادية كانت جارتي… وكانت مريضة زمان. آدم كان بيتابع حالتها، بس الموضوع اتطور. هي ما قدرتش تفصل بين العلاج وبين الإعجاب اللي حسّت بيه ناحيته. كانت بتكتب عنه في دفترها… كل كلمة حب، كل سر، وكل خوف.

آدم بص لها بصدمة 

دفترها؟! إنتي بتتكلمي عن الدفتر اللي لقيناه في البيت


ليلى أومأت براسها

أيوه. ده دفتر نادية. وكونكم لقيتوه مش صدفة.


سارة شدّت نفس عميق، وحاولت تبين إنها مسيطرة على أعصابها

طيب، لو هي مريضة زمان… دلوقتي فين؟


ليلى خفضت صوتها وقالت

نادية ماتت… بس موتها ما كانش طبيعي. والبيت لسه محتفظ بأسرارها.

آدم اتراجع خطوتين، إيده بترتعش

ماتت…؟ إزاي يعني؟ أنا ما سمعتش عن أي حاجة

ليلى رمقته بنظرة فيها شيء من العتاب

يمكن لأنك اخترت ما تسمعش… أو لأن اللي حواليك أخفوا عنك الحقيقة.


سارة وقفت فجأة، وقربت من آدم، مسكت إيده وضغطت عليها:

إسمعني كويس.  اللي حصل خلاص، اللي فات انتهى. دلوقتي إحنا اللي لازم نعرف إيه السر الحقيقي في البيت ده.


آدم رفع عينيه ليها، لقاها واقفة قدامه بثبات يخليه ينسى كل وساوسه. لأول مرة حس إن وجودها مش بس بيطمنه، لكن كمان بيدفعه يواجه.

ليلى قطعت اللحظة وقالت:

أنا الوحيدة اللي أعرف طريق تاني للبيت… طريق ما حدش بيمشي منه. ولو عايزين تكشفوا السر، لازم نروح سوا.

آدم وسارة تبادلوا نظرات صامتة. الفكرة مرعبة، لكن الفضول والقلق بقوا أقوى من الخوف.

آدم بص لسارة وقال

لو هروح… هروح معاكي. بس إنتي موافقة


سارة ابتسمت بخفة رغم التوتر

طول ما إنت ماسك إيدي… أنا مش بخاف.


ليلى ابتسمت ابتسامة غامضة، وقالت:

يبقى استعدوا… لأن اللي جاي مش سهل.


السابق 

https://lamsatroh80.blogspot.com/2025/09/blog-post_9.html

 


التالي 

https://lamsatroh80.blogspot.com/2025/09/blog-post_10.html


بقلم لمسة روح

© جميع الحقوق محفوظة 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثى لا ترفع الراية البيضاء

صهيل في قلبي 💕 وكتاب ولد من حلم

صباح يشبه النور حين يخجل