يتيم الوجع
ليل يتيم طويل اشبه بعمر بلا نور
يمشي على جرح صامت لا يسمعه احد يدور
يصحو على صرخ قلب ينادي من بلا صدر
ويرقد فوق فراش بارد كحجر في بحور
كان اذا نام على كف امه يهدأ
واليوم يسهر فوق كف خوفه ويذبل
لا ظل فوق الرأس يحمي ولا حضن يضم
كأنه وريث حزن الارض من المهد للحل
يبحث عن وجه ام في وجوه العابرين
يلتقط من ملامحهم بقايا حضن حنين
يجلس على عتبة باب قديم مهجور
ينتظر خيالا يعود مع فجر حزين
كم قال يا رب كان وجعي صغير
فصار مع الفقد كهلا قبل ان يصير
يحمل على كتفيه اوجاع اعوام
كأن طفلا ولد شيخا بلا تقدير
يبكي ولا صوت يخرج من فمه
فالوجع يجثم على صدره يحطم رسمه
كان يريد صراخا يوقظ العالم من صمته
لكن صوته مات يوم رحيل امه
كل مساء يناديها من قلب مكسور
يا ام لو تركت في يدي حرفا او نور
لو قلت لي كيف احيا بلا ظل
كيف لا اتوه اذا التف حولي ما يدور
في عيد وفي صباح وفي مساء
يرى الناس في احضان امهاتهم احياء
وهو على حافة شارع بارد
يقف مثل عصفور فقد جناحه وحده في الهواء
يا ليت من يرى اليتيم في طريق
يعلم ان ابتسامته ليست فرح بل ضيق
وان العيون اذا ضحكت قد تبكي
وان القلب اذا صمت يكاد يحترق عميق
هذا اليتيم اذا نام لا ينام
عينه يقظة وقلبه في ظلام
يسأل فقط ح
ضنا واحدا ليلة
فان جاء حلم به عاش العمر سلام
تعليقات