الفصل العاشر. ما بين الغياب والظهور

 في اليوم التالي

عم الاضطراب داخل الجريدة

عمر دخل مكتبه مبكرا على غير عادته

وجهه شاحب

وعيناه تحملان تعب ليلة لم ينم فيها

دخلت البطلة عليه دون استئذان

قالت

سمعت أن الملف اختفى

هل هذا صحيح

قال

لا أعرف متى اختفى

حقيبة جلدي كانت مغلقة

وعندما فتحتها في الصباح لم أجد الملف

قالت

هل تعتقد أن أحدا سرقه

أجاب بصوت خافت

بل أعرف من فعل

سألته

من

قال

شخص لا يريد للحقيقة أن تظهر

شخص كان يعرف كل خطوة نقوم بها

شخص يقف قربنا ولا نراه

قالت

كمال ذكر أسماء كثيرة

هل هو متأكد من كل ما قال

قال عمر

كمال يعرف جزءا من القصة

لكنه لا يعرف أن ريم لم تكن وحدها في تلك الليلة

هناك شخص آخر كان معها

شخص لم يذكره أحد

وشخص لو ظهر

ستتغير كل المعادلات

سألته البطلة

ومن هو

قبل أن يجيب

دخل سليم مسرعا

قال بعصبية واضحة

الملف لم يسرق فقط

بل هناك شخص دخل الأرشيف ليلا

وفتح خزانة قديمة تخص القسم السياسي

كانت مغلقة منذ سنوات

والآن

كل محتوياتها مبعثرة

نظر إليه عمر بقلق

وقال

هذا يعني أن شخصا ما يبحث عن ما تبقى من الحقيقة

جلست البطلة على الكرسي المقابل

تشعر أنها في مركز دوامة لا تنتهي

وقالت

سليم

كمال قال إن لك علاقة بما كتبته ريم قبل اختفائها

هل هذا صحيح

تنهد سليم طويلا

ثم قال

نعم

كنت مساعدها في التحقيق الأخير

لكنني لم أكن أفهم كل شيء

كنت صغيرا وقليل الخبرة

وعندما بدأت تشعر بالخطر

طلبت مني مغادرة كل شيء

قالت

احم نفسك ولا تعود

ولم أرها بعدها

سألته البطلة

هل تعتقد أنها قيد الحياة

قال

أحيانا أشعر أنها ما زالت هنا

في التفاصيل

في الوجوه

في كل مكان لا ننتبه له

فجأة دخلت نوال المكتب

كانت تحمل دفترها القديم في يدها

دفتر ريم

حدقت فيه البطلة ثم قالت

هل ستفتحينه

قالت نوال

كنت أخاف منه

لكني اليوم أشعر أن الخوف لم يعد مفيدا

جلست نوال وفتحت الصفحة الأولى

كانت الصفحة فارغة

لكن الصفحة الثانية احتوت على كلمات قليل

كلمات جعلت الجميع يتجمد في مكانه

كان مكتوبا بخط ريم

هذا ليس تحقيقا

هذه حياة

وهذه الحياة لم تعد ملكي وحدي

رفعت نوال عينيها إلى عمر

وقالت

أظن أن ريم لم تختف صدفة

بل اختارت أن تترك وراءها ما يجبرنا على أن نبحث

في تلك اللحظة

رن هاتف البطلة برسالة جديدة

هذه المرة ليست من رقم مجهول

بل من رقم لم تتوقعه أبدا

رقم يظهر لأول مرة

وكان نص الرسالة قصيرا

لكن مرعبا

ومحملا بما لا يمكن تجاهله

كان مكتوبا

أنا لم أختف

أنتم فقط لم تروني

وقعت الكلمات داخل الغرفة كما يقع حجر في بحر هادئ

وكل شيء قبل تلك الرسالة

صار يبدو كبداية فقط

بقلم لمسة روح

© جميع الحقوق محفوظة 2025