حين تصحو الأرواح بعد طول صمت
أحيانًا تستيقظ الروح في لحظة لا تشبه أي شيء؛ لحظة لا تأتي من ضوء ولا من ظلام، بل من حافة دقيقة بينهما.
تفتحي عينيك فلا ترين العالم كما اعتدتِ، كأن نبضًا جديدًا تسلل إلى صدرك، وكأنك تتذكرين فجأة شيئًا لم تعيشيه بعد.
تشعرين بأن داخلك بابًا كان مغلقًا لسنوات طويلة، ثم انفرج دون صوت، وكأن الصمت نفسه تعب من حمل أسرارك.
في تلك اللحظة تتساءلين
متى تغيّرتِ؟
ومتى تغلّبت عليكِ الحياة حتى ظننتِ أن قلبك صار عاديًا مثل الآخرين؟
الحقيقة أنك لم تكوني يومًا عادية
أنتِ فقط كنتِ مؤجلة
مخبأة في ركن من نفسك ينتظر لحظة يقظة كهذه.
فالإنسان لا يُهزم لأنه سقط، بل لأنه صدّق أن سقوطه نهاية
ولا يُنقذ لأنه قوي، بل لأنه رأى نفسه بصدق لأول مرة
وحين يرى الإنسان نفسه كما هي
بكل شقوقها وكسورها وضيائها المختبئ
يقع السؤال العظيم في قلبه والذي لا يأتي كل يوم ولا يطرق كل باب
بقلم لمسة روح
© جميع الحقوق محفوظة 2025
تعليقات