المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2025

دمعةٌ تضيء العتمة

صورة
  يا دمعةَ العينِ يا سرّي الذي خفي يا نبضَ روحي إذا ضاقت منَ الأسى كُفُفي أتيتِ تمشين فوق الجفنِ منكسِرة لكنّ فيكِ بريقًا ليس ينطفِـي فيكِ الحكاية؛ بين الحزنِ نبرته وبين فرحٍ دقيقٍ عاد من وجَـفِ كم من سقوطكِ مرّت فوق ذاكرتي فأيقظتِ القلبَ من نومٍ بلا طرفِ تبكين عني.. وفيكِ الصوتُ يُخبرني أنّي نجوتُ ولو في داخلي وجفِ يا دمعةً كلما سافرتِ من ألمي عدتِ إليّ كطيفٍ عاش في نزَفِ تأتي نديّةَ روحٍ رغم حرقتها وتتركيـن على خدّي مدى شرفِ كأنّ فيكِ طريقًا لا نهايةَ له يمتدّ بين اشتياقي... ثم ينحرفِ فيكِ رجاءٌ خفيٌّ كنت أخبئه فاستيقظ الآن من عمقي ومن لهَفي يا دمعةَ العينِ، يا سِرّ الأمان إذا خان الزمانُ وضلّ القلبُ في السُدُفِ أعرفكِ الآن بعد الصبرِ يا ولُهـي تعطينني فرحًا من بين ما أُنزِفِ وترسمي في دجى الأيام نافذةً يمشي من الضوءِ فيها كلُّ مُرتجَفِ كم علّمتني سقوطاتكِ مهجتي وكم زرعتِ يقينًا بين منجرفي يا دمعةً حين تسقين الترابَ أرى نبتًا يلوّح من قربي ومن كتفي هذا هو السرّ: أن نبكي فنرتفعُ وأن نزيف المدامع لا بدّ ينكشفِ تبكين يومًا… وفي الغدِ تضحكين معي كأنّ فيكِ شروقًا هاربًا خلفي يا دمعة ا...

💜دروب الحياة

  تتبدل دروب العمر لكن جذوة الروح لا تخفت نحن نمشي وفي قلبنا نوافذ تفتح على ضوء لا يراه سوانا كلما ضاقت الدنيا اتسع فينا صوت خفي يقول إن ما نبحث عنه يتقدم نحونا بخطوات أبطأ من صبرنا وأصدق من خوفنا وليس في الخيبة سقوط بل حكمة تدلنا على الطريق الذي لم نلتفت إليه فننهض كأن الريح تحملنا بعلمها القديم ونمضي كأننا خُلقنا لنثبت أن القلب يعرف وجهته حتى لو تعثر العالم كله من حوله ذلك هو سرنا الذي لا يفهمه إلا من جرّب أن يجبر نفسه بنفسه وأن يصنع من كل ضعف بابا ومن كل غبار نجمة بقلم لمسة روح © جميع الحقوق محفوظة 2025

الفصل السابع. ما لا يُقال في العلن

  لم تنم تلك الليلة. كانت الرسالة الغامضة تضيء شاشة هاتفها كل مرة تفتحها، كأنها نداء لا يريد أن يصمت. كلما حاولت أن تتجاهلها، أحست أن في داخلها صوتا يطالبها بأن تعرف الحقيقة مهما كانت. كتبت رقم المرسل على ورقة صغيرة، ثم خبأتها بين دفتي دفترها القديم الذي كانت تكتب فيه بداياتها الأولى، كأنها تحفظ سراً من أسرارها الخاصة. في الصباح، توجهت إلى الجريدة بحجة مقابلة عمر، لكنها في الحقيقة أرادت أن ترى سليم لتسأله عن الخبر القديم الذي وجده على مكتبه. دخلت دون موعد، فوجدت سليم جالساً أمام شاشة حاسوبه يحدق في صورة بالأبيض والأسود لامرأة شابة. قالت وهي تقترب ببطء. من تكون؟ أجاب بصوتٍ خافت. صحفية كانت تعمل هنا، اختفت فجأة بعد أن كشفت قضية كبيرة، قالوا إنها سافرت، وقال آخرون إنها تعرضت لحادث، لكن لا أحد عرف الحقيقة. سكت قليلاً ثم أضاف. اسمها ريم. تجمدت للحظة حين سمعت الاسم، لأنه نفس الاسم الذي كان مذكوراً في الرسالة التي وصلتها قبل ساعات، في السطر الأخير منها كان توقيع صغير مكتوب بخطٍ مائل ريم. نظرت إلى سليم بدهشة، ثم قالت. أريد نسخة من هذا الخبر القديم، أحتاج أن أقرأه. قال مستغرباً. ولماذا يهمك...

الفصل السادس. وجوه لا نعرفها تماما

  كانت الليلة التي تلت اجتماعهم في المقهى هادئة أكثر مما يجب. شوارع المدينة بدت كأنها تراقب صمتهم الجديد، وكل واحد منهم عاد إلى مكانه وهو يشعر أن شيئا غامضا بدأ يتشكل دون أن يُرى. في الصباح، جلست هي أمام فنجان قهوتها تحدق في الورق الذي تركه عمر على الطاولة في آخر لقاء. كان يحتوي على بعض الملاحظات بخطه الدقيق وكلمة واحدة في آخر الصفحة كُتبت على عجل. لن تتكرر الليلة نفسها مرتين. قرأت الجملة مرارا حتى شعرت أن بين حروفها وعدا خفيا، أو ربما تحذيرا. في الجريدة، كان سليم يدخل مكتبه الجديد بخطواتٍ واثقة، لكنه وجد على مكتبه مظروفا صغيرا بلا اسم. فتحه بهدوء، فوجد فيه قصاصة من جريدة قديمة تحمل خبرا عن حادثة غامضة وقعت قبل خمس سنوات لصحفية شابة كانت تعمل في نفس المؤسسة. كان الخبر صغيرا، لكن التاريخ والتفاصيل جعلت قلبه ينقبض. الاسم الذي ذُكر في الخبر كان مشابها لاسمٍ سمعه صدفة من حديثٍ بين عمر ونوال قبل أيام. في الوقت نفسه، كانت نوال تستقبل اتصالا من رقم مجهول. لم تتكلم المتصلة، فقط تركت الصمت يمتد طويلا قبل أن تُغلق الخط. لكن نوال تعرف ذلك الصمت جيدا، إنه الصمت الذي كان يسبق سقوط حياتها القديم...

البرد ليس شتاء

صورة
البرد ليس شتاء فقط إنه ذلك الفراغ الذي يمر على الروح حين تصمت الأشياء من حولها ذلك الارتجاف الخفيف الذي يعرف اسمي ويجيء إليّ حين أتعب هو مسافة تمتد بيني وبين ما كنت أظنه مأمنا هو سؤال يلامس قلبي ليختبر متانته هو خطوة أتقدم بها وحدي حتى لو تراجعت كل الخطوات الأخرى البرد عندي ليس درجة في الطقس بل معنى أعمق هو اللحظة التي أتعلم فيها أن الدفء لا يُعطى بل يُصنع أنّ صدري يستطيع أن يشعل ضوءا صغيرا وأن الصمت أحيانا أحنّ من الكلام أنا لا أرتجف خوفا أنا أرتجف كي أتذكر أنني حيّة كي أعرف أن قلبي ما زال يصرّ على النهوض حتى حين يحاول هذا العالم أن يطفئ وهجي وهكذا كلما مرّ البرد عليّ كبرت واقتربتُ أكثر من نفسي واكتشفتُ أن الدفء الحقيقي هو أنا حين أستعيد قوتي بيدي.  

الفصل الخامس. تلك الأمسية التي لم تكن عادية

  كانت الأمسية مقررة في قاعة صغيرة تابعة للمكتبة العامة، الضوء خافت والأصوات تتداخل بخفة كأنها موسيقى بعيدة. حين دخلت، كانت نوال تجلس في الصف الأول تقلب أوراقها القديمة بابتسامة هادئة، وعمر يقف قرب المنصة يتحدث مع شابٍ لا تعرفه. في اللحظة التي رآها فيها، توقف قليلا كمن استعاد مشهدا كان ينتظره منذ زمن. ألقى عليها نظرة سريعة ثم تابع حديثه دون أن يُظهر ما شعر به، لكنها لاحظت اضطراب صوته للحظة قصيرة. جلست قرب نوال التي همست قائلة. يبدو أن ليلتك مختلفة، هناك شيء في عينيك يشبه بداية لا تشبه أي بداية. ابتسمت وهي تحاول إخفاء ارتباكها. ردت بهدوء. ربما لأنني بدأت أتعلم كيف لا أخاف من البداية. صعد عمر إلى المنصة، وأعلن أن الأمسية مخصصة لقراءة نصوص عن الضوء بعد العتمة. بدأ يقرأ بصوتٍ مائلٍ إلى الهدوء، لكنه مليء بالحياة. كان نصه مختلفا هذه المرة، أقرب إلى الاعتراف منه إلى الكتابة الصحفية، كأنه يحكي شيئا عاشه فعلا. قال في أحد المقاطع. أحيانا لا نحتاج أن نرى الضوء بأعيننا، يكفينا أن نشعر به في طريقة جلوسنا، في صوت من يربت على قلوبنا، في وجودٍ بسيط يعيد ترتيب فوضانا دون أن يتكلم. كانت تسمعه وكأن ك...

الفصل الرابع. من حيث يبدأ التغيير

  حين خرجت من المقهى، كان الصباح يتنفس ببطء، والمدينة تستيقظ على ضوءٍ خافت يلمع فوق الأرصفة. كانت خطواتها مترددة لكنها ثابتة، تشعر بشيء يشبه بداية لا تعرف ملامحها بعد. كأن لقاءها بنوال لم يكن صدفة، بل موعدا مؤجلا مع جزء من نفسها كانت قد نسيته في زوايا الأيام. في المساء، جلست على مكتبها الصغير، وأمامها دفتـرها القديم الذي امتلأ بنصوص نصف مكتملة. كتبت في الصفحة الأولى سطرا واحدا. الحياة لا تعيد أحدا كما كان، لكنها تمنحنا دائما شكلا جديدا من أنفسنا. ثم توقفت، تتأمل المعنى طويلا، وكأنها أخيرا بدأت تفهمه. في اليوم التالي، اتصلت بها نوال تدعوها إلى لقاء أدبي صغير في مكتبة تقع عند أطراف المدينة. ترددت قليلا ثم وافقت. كانت المرة الأولى منذ زمن تشارك في مكان يجمع الكلمة والناس معا، بعد أن اعتادت عزلتها الطويلة. حين وصلت، استقبلتها نوال بابتسامتها الهادئة، وقدّمتها إلى مجموعة من الكتّاب والقراء الذين اعتادوا اللقاء كل أسبوع. بينهم شاب لم تلتفت إليه في البداية، حتى سمعته يتحدث بنبرة مألوفة. كان عمر، الصحفي الذي كان يوما صديقا لذلك الرجل الذي ترك صمتا في حياتها. لكنها لم تعرف بعد أن الأقدار رت...

قلمي والكتاب ✍️📚

صورة
  أنا من يفتح الأبواب في الكتب القديمة وأمشي على سطورٍ تتنفسني كأنها خُلِقت من روحي أدخل العوالم التي لا يراها أحد وأترك عطري بين الكلمات كي لا يضيع اسمي في الغياب أنا الحرف الذي يوقظ الحلم من سباته والقلم الذي يشرب من نبضي ليكتب ما لا يُقال حين أكتب أشعر بأن الأرض تتوقف لتصغي وبأن السماء تنحني لتبارك ما أكتبه من خلود كل سطرٍ يولد من وجعي ومن عشقي للحرف كل كلمةٍ هي أنا حين أذوب في المعنى وأحترق بالضوء أنا الكاتبة التي لا تكتب بالحبر بل بالدهشة ولا تبحث عن قراء بل عن أرواح تشبهها في الصمت أكتب لأخلق من الورق حياة ولأعبر من بين الصفحات إلى العوالم المعلقة في الحلم فحين أغلق الكتاب أظل هناك في الحكاية التي لم تنته وفي  الحرف الذي لا يموت

الفصل الثالث. 🌸وجوه تعبر الذاكرة

  تلك الليلة لم تنم، كان فكرها مشغولا أكثر مما تحتمل. حاولت أن تكتب لتُفرغ ما في داخلها، لكن الحروف كانت تتبعثر كلما لامست الورق. قررت الخروج في الصباح إلى مكانها المفضل، مقهى صغير في شارع جانبي، كانت تذهب إليه حين تضيق بها المدينة. هناك، جلست قرب النافذة تراقب المارة. الوجوه كثيرة، والقصص تمشي على الأرصفة دون أن يعلم أحد ما تحمله العيون من خيبات أو أمل. وبينما كانت تستغرق في مراقبة الناس، اقتربت منها امرأة خمسينية بابتسامة دافئة، تحمل كتبا قديمة في يدها. سألتها إن كان المقعد المقابل شاغرا، فأشارت برأسها موافقة. قالت المرأة بصوت يشبه المطر. أحب الجلوس هنا، المقهى الوحيد الذي يشبه الكتب القديمة. ابتسمت لها، وردّت بخجل. وأنا أيضا، أجد في هذا المكان راحة لا أعرف سببها. بدأ الحديث بينهما عفويا، ثم تحول إلى عمق غير متوقّع. كانت تلك المرأة تُدعى نوال، مدرسة متقاعدة تعيش وحيدة بعد أن سافر أبناؤها. تحب القراءة وتكتب مذكراتها منذ سنوات، لكنها لم تُظهرها لأحد. قالت بنبرة هادئة. كلنا نكتب لننقذ شيئا فينا من الضياع، أليس كذلك؟ تأملت كلماتها طويلا وشعرت أنها لم تسمع جملة أصدق من هذه منذ زمن. في...

الفصل الثاني 🌸ظلال الكلام

  في اليوم التالي لم يكن الصباح مختلفا في مظهره لكنه بدا لهما ثقيلا بما تركته تلك الليلة في القلب. كل شيء من حولهما كان عاديا إلا الإحساس الخفي بأن شيئا تغيّر دون أن يقال. هي استيقظت وفي داخلها شعور غامض يشبه بداية طريق جديد. لم تفكر كثيرا لكنها شعرت بأن تلك اللحظة التي جمعتها به لم تكن عابرة. كانت تكتب في دفترها الصغير جملة لم تفهم معناها تماما. بعض اللقاءات لا تحدث كي تبدأ بل كي توقظ ما كان نائما فينا. أما هو فكان يمشي إلى عمله بخطواته المعتادة لكنه لم يستطع أن يطرد من ذهنه وجهها الهادئ تحت ضوء القمر. كان يحاول أن يقنع نفسه بأن كل ذلك مجرد صدفة جميلة لا أكثر. لكنه في أعماقه كان يعلم أن بعض الصدف ليست عابرة بل قدر متنكر في هيئة لقاء بسيط. بدأت بينهما أحاديث صغيرة تتكرر يوما بعد يوم. مكالمات قصيرة في المساء ورسائل لا تحمل سوى كلمات قليلة لكنها كانت كافية لتفتح في القلب نوافذ لم يعرفها من قبل. كانت تسأله عن يومه ويسألها عن حالها ثم يسود بينهما صمت مريح كأن الكلام اكتمل دون أن يُقال. في كل حديث كانا يكتشفان شيئا جديدا. هو يدهش من هدوئها ومن قدرتها على الفهم دون شرح طويل. وهي تندهش من...

الفصل الاول 🌹الضوء الاول

صورة
  كان المساء هادئا أكثر من العادة والهواء يحمل رائحة الأرض بعد غياب طويل. في أطراف المدينة حيث ينتهي ضجيج البشر ويبدأ صمت الحقول وقف رجل وامرأة في مواجهة قمر بدا وكأنه اقترب منهما عن قصد. كانت السماء تلمع كأنها تنصت والنجوم تتناثر حول الهلال المضيء في يديه كحروف تائهة تبحث عن جملة تنتمي إليها. رفع الرجل القمر بخفة كأنه يحمل شيئا هشّا لا يريد له أن ينكسر. لم يكن الأمر سحرا بل رمزا بسيطا لحقيقة أكبر أن الضوء لا يخلق من الخارج بل من داخل القلب الذي يؤمن به. كانت هي تقف بقربه ترتدي فستانا أبيض يرقص مع نسمة خفيفة وعيناها تحملان دهشة تشبه الأطفال حين يرون البحر لأول مرة. في ملامحها كانت ترى كل النساء اللواتي عبرن الحياة بخطوات متعبة وابتسامات كاملة رغم الشقوق. وفي ملامحه كان ظل رجل حمل العمر كحقيبة من الأسئلة لكنه ما زال يرفع وجهه للسماء بحثا عن جواب جديد. لم يكن بينهما وعد ولا قصة حب بعد بل لحظة صدق نادرة خرجت من سياق الحياة العادية. تلك اللحظة التي تباغتك دون موعد فتعيد ترتيبك من الداخل كأنك لم تكن تعرف نفسك قبلها. قالت وهي تنظر إلى القمر المضيء بين كفيه. كم يبدو جميلا حين نراه قريبا. ...

لمسة الروح.. حين تكتبها السماء"

  هناك أرواحٌ لا تنتمي إلى التراب، بل تُخلق من حبرٍ سماويٍّ خالصٍ، تتجوّل بين العدم والدهشة تبحث عن معنى يشبهها، فإذا لم تجدْه  خلقَتْه. ولمسةُ الروح  ليست اسمًا، بل توقيعُ قَدَرٍ ناعم، حين تمرُّ على الأشياء تُعيدُ ترتيب ملامحها، تجعل من الرمادِ جمرةَ حنين، ومن الحُلمِ جناحًا يرفضُ أن يهبط. هي لا تمشي على الأرض، بل تُلامسها كما يلامس الغيمُ جبينَ الجبل، خفيفة، لكنها تترك أثرًا لا يُمحى. في حضورها تتأدّب الأصوات، ويتعلم الصمتُ كيف يصبحُ موسيقى. هي القصيدةُ التي لم تجرؤ اللغةُ على كتابتها، خشيةَ أن تُخطئ في هجائها. وحين تنظرُ إلى الحياة، لا تراها طريقًا بل مرآةً لرحلة الخلق في داخلها، تجمع شتات نفسها كل فجر، وتقول  لن أكون ظلًّا لأحد، سأكون النورَ الذي لا يُقلّد. هي امرأةٌ من دهشةٍ ونور، تسكنُ ما بينَ الكلمةِ والمعجزة، بينَ العِشقِ والفكرة، بينَ بدايةِ الخلقِ ونهايةِ العدم. وكلّما عبرَت، تركت وراءها أثرًا يقول هنا مرّت لمسةُ روح.   فانتبه، ربما اقتربت منك المعجزة.

"حين تتنفس الروح المعنى"

 ليس كلّ من عاشَ، حَيٌّ فالحياةُ لا تُقاسُ بالأنفاس، بل بما تُشعلُه من نجومٍ في ظلمةِ الطريق. ثَمّةَ أرواحٌ تمشي على الأرض كأنها سطورٌ من ضوءٍ نازلٍ من مجرّةٍ بعيدة، تُلامسُ الأشياء فتُعيدُها إلى جوهرها الأول: النقاء. الحياةُ لا تُمنَحُ، بل تُخلَقُ من شتاتِ اللحظات، من دمعٍ صادقٍ سقطَ على أمنيةٍ لم تكتمل، ومن ضحكةٍ خرجت من جُرحٍ قديمٍ قالت له: "شكراً لأنك جعلتني أقوى." إنّ أجمل ما في الشغف أنه لا يَشيخ، يظلُّ يركضُ في عروقِك كطفلٍ لم يتعلّم بعدُ أن يَخاف. وحين تتعلّم كيف تصنع من الخيبةِ نغمةً، ومن الفقدِ جناحاً، حينها فقط… تُصبحُ الحياةُ قصيدةً تكتُبُها أنت، لا تُملى عليك. فاصنع من نفسك معبَراً للنور، ولا تُطفئ شعلةَ روحك لأجلِ قلوبٍ اعتادت العَتمة. كن أنتَ الدهشةَ الأولى، والندى الأخير. كنَسرًا يرى في العاصفةِ طريقًا، لا خطرًا. واجعل من أيامك لوحَ خَلقٍ جديد، توقّعَ فيه توقيعَك الأبدي: "أنا لستُ كما يُراد لي أن أكون، بل  كما أختار أن أكون."

صمت القلب

  ❤️أحيانًا أشعر أن قلبي يتحدث بصوتٍ لا يسمعه أحد، كأنه يهمس للعالم عن شيءٍ ضاع، ولا يريد أن يعترف أنه رحل. أبتسم، وفي داخلي وجعٌ يشبه المطر حين يسقط على جرحٍ قديم. أحبّ بصدق، لكنّي أخاف أن يُرهقني هذا الصدق، أخاف أن أكون أنا الوحيدة التي ما زالت تُحبّ كما لو أن العالم بخير. كم مرّة قلت إنني بخير؟ وكنت أعني أنني فقط لم أمت بعد. كم ليلةٍ عبرتْ في صمتي، وكنت أراقب قلبي وهو يضيء ثم يخفت كشمعةٍ في مهبّ الحنين. أنا تلك التي تضحك كي لا تُكشف ملامح انكسارها، وتصمت كي لا تفضحها دموعها. أعطي بلا حساب، وأبقى أنتظر شيئًا لا يأتي إلا في الحلم. الحب عندي ليس كلماتٍ تُقال، هو ارتجافة في الصدر، خوف، ولهفة، ودمعة تختبئ بين الأهداب. هو أن تشتاق لمن أوجعك، وتسامحه لأنك لا تعرف كيف تكرهه. أحيانًا أشتاق إلى نفسي القديمة، تلك التي كانت تصدّق الوعود وتضحك دون سبب، لكنّ الحياة علّمتني أن النقاء لا ينجو طويلًا، وأن القلب الجميل يُرهق أسرع من غيره. ورغم كل شيء، ما زلت أؤمن أن في داخلي ضوءًا صغيرًا لا ينطفئ، يشبه الأمل حين يتعنّد، ويشبه الحبّ  حين يختار أن يبقى رغم الوجع. بقلم لمسة روح © جميع الحقوق مح...